ازداد خفقان قلب "سامح" المضطرب عند هتاف "ليلي" الحماسي ، زفر مطولاً ليخفف من حده توتره ويصير علي قدرٍ من التماسك ما يؤهله لمواجهتها
بلحظة صارت "ليلي" عند البوابه الرئيسيه بعد أن ارسلت رساله قصيرة توجه بها "ريهام" إلي الداخل حيث تكون ، تأهبت لإستقبالها أولاً وتركت من خلفها "سامح" ، أما عن "سيف" ..فقد بقي كما هو ، لم يتحرك إنش حتي !
صوبت "ليلي" عينيها علي مقبض الباب الذي يدور وينجذب ببطء ، فتحت "ريهام" الباب و هي تمد رأسها عبره قليلًا بحرص ، مردده بإقتطابٍ إرتيابي :
- ليلي ؟!
سرعان ما شاهدت "ليلي" تقف هكذا في إستقبالها ، حالتها جيده لا تنم عن أي دوارٍ او بوادر إغماء ابداً ، بل قالت بعتابٍ ولازالت تبتسم لها :
- كل ده تأخير ؟!
إنسحبت الدماء المسحوبه أصلا من وجه "ريهام" ، تنقل بصرها بين صديقتها وبين "سامح" الواثب خلفها علي خطواتٍ قليله ، إعتصر قلبها بوخزٍ مؤلم فور رؤياه ، كانت نظرة واحده منها تكفي لتخمين ما يجري هنا ، ودون الحاجه إلي تفسيرٍ كشفت خدعتهم..
بآليه شديده.. إستدارت عازمة الرحيل دون أن تنبس بحرفٍ واحد غير قادره علي إحتمال إجتماعها معه بعد اليوم الشؤوم وما زجت نفسها به معه ..
قفزت "ليلي" خطوه إليها و قبضت بإصرارٍ علي معصمها لتمنعها من الخروج ، قائله بلومٍ مازح لتلطف الأجواء المتوتره :
- ايه رايحه فين انتي مصدقتي ولا ايه ؟
بقي وجه "ريهام" مكفهراً ، لم تهتم بالتجهيزات المعدة لأجلها او بالآجواء الإحتفالية علي ما يبدو.. ولكن لا بأس ، توقعت "ليلي" هذا رغم مجازفتها..
سحبتها "ليلي" للداخل مره اخري ، أبدت "ريهام" تزمراً طفر علي تعابيراتها المتجهمه دون أي مقاومة ، بل سارت معها بإستسلامٍ
أوقفتها "ليلي" لتهنئها بإبتسامة عريضه :
- كل سنه وانتي طيبه.
لم تمنحها "ريهام" رداً بل ضمت حاجبيها بغرابة غير قادره علي فهمها ، رمقتها "ليلي" بتعجب ولازالت تحافظ علي إبتسامتها :
- ايه انتي ناسيه أنه عيد ميلادك ؟! اومال انتي فاكره اني عامله كل ده ليه ؟! هو صحيح بعد اسبوعين بس انا حبيت اعمله انهارده ومتسألنيش ليه.
كمن فقدت ذاكرتها و عادت إليها هكذا .. غاب عنها حقاً ذِكري ميلادها ، لو كانت بحالتها الطبيعية لطفقت تقيم الإحتفالات وتبتهج مذكره الغافل عنها.. اما هي.. والآن .. صارت الغافله والآكثر كآبه ، في إنتظار من يذكرها.. بل ويحتفل لها.
جاهدت بمشقه لتصدر إبتسامة خرجت باهته ، وردت بصوتٍ مرهق :
- وانتي طيبه يا ليلي.