(40)

762 17 1
                                    

مسح "سيف" وجوه المزهولين بنظره خاطفه ، كاد فك الجميع ان يتدلي للأسفل من هول المفاجأه .. ما لبثت إن تحول الي صدمه ، وكأن الزهول هو القاسم المشترك بين كل الحضور دون استثناء او مبالغه .

تصلب وجه "هشام" بينما كممت "ريهام" فمها لا إرادياً ، ولم تقل "ليلي" حالاً عنهما وخالت انه لم يتكلم أبدا او يتدخل.. إذ طالعته بصدمهٍ وكأن صاعقهٍ اصابتها ونالت من الأخرين بدورهم..

نظر "سيف" بإستعلاء واثق ، وقال بلهجهٍ تهديديه رغم رصانه :

- وانا مسمحش ان حد يمسها بكلمه واحده سواء قدامي او من ورا ضهري.

خرج صوت "هشام" أجش ، وقال متجهماً بإستهجانٍ محتج :

- خطيبتك ؟ ده اللي هو ازاي يعني ؟!

طالعه "سيف" بثباتٍ لا يخلو من الثقه ، وقال :

- زي ما سمعت بالظبط . والمفروض لما اسمع أي حد بيتهم خطيبتي بإتهامات زباله زيه وبالشكل ده يبقي من حقي أكله بسناني .. ولا ايه ؟؟

ألقي أخر كلماته إلي الجميع ، ثم قال تالياً بينما يرنو إلي "هشام" بتعالٍ ، مضيقاً عيناه بتفكيرٍ زائف ، رافعاً يداه امام وجهه مصدراً طرقعه من اصابعه برعونهٍ :

- وبعدين فكرني انت مين اساساً ؟ مش فاكرك كويس ؟!!

اطبق "هشام" فكيه بغيظٍ غير مستتر طل عبر عيناه السوداواتين في وجل ، بينما الفت "سيف" رأسه إلي "ليلي" وسأل ليستثير الأخر :

- فكريني بيه كده يا حبيبتي ؟

شعر "سيف" بتجمد يد "ليلي" في يده وارتعشت .. فضغط عليها ولازال يشبك اصابعه معها في تلاحمٍ قوي  ، اندفع "هشام" هنا بجمودٍ متحدٍ :

- لأ انت فاكرني وفاكرني كويس اوي كمان.

مط "سيف" شفته السفليه وغمغم ببرودٍ وغرور :

- والله !! ممكن.. بس اكيد مكنتش بشوفك .. دي في الحقيقه غلطتي انا مبركزش غير مع الحاجات المهمه لكن الحاجات القليله اوي دي مبشوفهاش . بتبقي أقل من مستوي نظري.

ازدرد "هشام" لعابه وكانه يبتلع اهانته ليقدر علي ظبط نفسه وانفعاله في ترقبٍ مصدوم من الجميع ، فأكمل "سيف" واضعاً يده المحرره بجيب بنطاله وقال بكبرياءٍ لا متناهي ، وكأنه أسدٍ شامخ في مواجه إحدي الضباع..

- بس اهلك معلموكش انك متبصش لفوق يا شاطر وتدايق اللي أكبر منك ؟ لأ وانت مش بس بصيت لفوق ده انت كمان لسانك فلت وخَرفت بكلام ميطلعش الا من حريم أاا..

وصمت بطريفه إيحائيه وهو يمسحه بعيناه هازئاً ليحقر من شأنه كما فعل منذ دقائق معها ، رد لها ما حدث بإهانهٍ مضاعفه بل واشد غِلظه دون ان تتزعزع ثقته وكبرياءه..

ابتسم "سيف" بخفه وقال بشكل استفزازي :

- ولا مفيش داعي.. زي المدموزيل كده .

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن