وقفت "ليلي" امامهم ، وقالت بسخريه ممزوجه بإمتعاض :
- دلق القهوه خير .
انسحبت الفتاه فوراً وعادت الي حيث كانت بحرجٍ ، ضمت "ليلي" يديها امامها بينما تتبعها بعينيها بإزدراءٍ اجادت السيطره علي اندلاعه ، ثم رمته بنطراتٍ متزمره وتساءلت بوجوم :
- اللبس كده تمام ولا فيه اي تعليق ؟
شمل جسدها بنظره فاحصه احتوتها حتي اطراف قدميها ، لم تتكلف ..بل انتقت ملابس بسيطه تتألف من سروال من الجينز اتسع قليلاً عند نهايه قدميها ، يعلوه قميصاً من القطن الأبيض بأكمام قصيره ، واستبدلت حذائها بأخرٍ رياضي ..
اومأ لها بفتورٍ معرباً عن رضاه ، تركها ودلف الي الشق الاخر من المتجر حيث الغرف الصغيره الخاصه بإستبدال الملابس ، اسندت "ليلي" ظهرها الي منضده صغيره ، لم تشعر بالفتاه المتسلله اليها والتي تساءلت بترقبٍ :- هو ده جوز حضرتك ؟
صُوب نظر "ليلي" نحوها ، واجابت في فتورٍ ملحوظ :
- لأ مش جوزي .
بإلحاحٍ مريب تساءلت مره اخري بإهتمام حذر :
- اومال خطيبك ؟
رمقتها "ليلي" بحده عاقده حاجبيها ، وانفعلت :
- هو في ايه ؟
اسرعت الفتاه مستعيده شتات نفسها ، و قالت لتمتص غضب السيده فهي لا تعلم الرابط بينهما حتي ، وما أجبر وجهها علي حمل كل هذا الوجوم والإنفعالات الشرسه ، تماماً كعسلقهٍ تجاهم بعنفٍ لحمايه ذئبها ..
- مفيش حاجه انا أسفه يا انسه كنت بسال عادي والله .
رمتها "ليلي" بنظرات ازدراءٍ فأحست الفتاه كما لو ان لحم وجهها يذوب سقوطاً علي الأرض ، خرج "سيف" في تلك اللحظه مرتدياً قميص أزرق قاتم يشبه الي حد كبير ما تُلف .
ابتسمت الفتاه بلطفٍ متناسيه في حضرته موقف الأخري العنيف ، اذ جردها من حواسها ولم يترك لها او لغيرها سوي التفكير في اقتناصه نحوها ..- التي شيرت تحفه عليك أكنه معمولك مخصوص . شوفت زوقي حلو ازاي .. علي فكره حساب التي شيرت ده عندي .
رُفع حاجب "ليلي" تلقائياً فاقده السيطره علي تعبيرات وجهها المتزمر ، فتصريحها الأخير أشعل عيظاً كظيم بداخل صدر "ليلي" ، رد "سيف" ببرودٍ :
- لأ انا اللي هدفع تمنه .
- ازاي بقي ده انا اللي بوظتهولك .
اضافت علي ردها نعومه جعلت "ليلي" تتأفف ضجراً ، لاحظها "سيف" بينما تراجعت الفتاه امام زفير "ليلي" التحذيري كناقوس خطر ..
- محصلش حاجه هدفع انا .
استسلمت الفتاه ولم تبدي اي اصرارٍ ..لا تجرؤ حتي علي التعليق مره اخري امام تربص الاخري .
