(67)

723 22 0
                                    

تراجعت خطواتٍ للخلف بحذر ، حافظ هو علي وتيره اقترابة الهادئه منها قائلاً ببساطة تناقض جرمه الخطير ..

- مالك يا لولو مبلمه كده ليه ؟

تماسكت "ليلي" بجلّد خشية أن تظهر بها أي ذره ضعف امامه ، وصاحت بغضبٍ مستطير :

- نهار اسود علي دماغك منك ليه يا حيوانات يا أآ..

"هشام" مقاطعاً : حاسبي لسانك يا لولو .. بصي كويس وشوفي موقفك دلوقتي . إنتي بين إيديا . يعني مش من مصلحتك تغلطي ..ابلعي ريقك شويه وهدي اعصابك ياروحي.

لم تتحمل "ليلي" وصولاً إلي هذا الحد ، وانفعلت بعداءٍ وحشي :

- طلعت روحك ! إنت إتجننت . ده انا هوديكوا في ستين داهيه يا مجرمين يا ولاد الـ××× .. اوعوا من خلقتي منك ليه . اوعــــــوا.

صرخت بعصبية عارمه وهي تركض نحو الباب من خلالهما وقررت ان ترحل بنفسها ، إلا أن "هشام" لم يكن ليسمح لها بكل تأكيد ..

قبض "هشام" علي ذراعيها ودفعها بقساوة اجفلتها ، اطاح بها فإنقلبت علي ظهرها أرضاً وهي تحدقه بزهولٍ لا يخلو الزعر ، تنبأت بمصيرٍ مظلم ينتظرها علي يد أبشع البشر واكثرهم جنوناً علي الإطلاق !

- مش بقولك بصي كويس وشوفي موقفك .

زحفت للخلف وقالت بلهجه اهدأ كما لو انها ضئيله امام كيانه المهيب خاصتاً وهي تراه يقترب منها بتوأد مرعب وبطريقه تحاكي اسلوب الضواري

- عايز مني ايه يا هشام ؟! سيبني اخرج وانا مش هقول لحد علي اللي انت عملته.

ابتسم "هشام" بإتساع وقال ساخراً منها :

- خليني معاكي للأخر ونفترض إنك عرفتي تخرجي من هنا .. هتعرفي تعدي من كلاب الحراسه اللي بره دي كلها واللي مش هيسيبوا فيكي حته سليمه بمجرد خروجك ! ده انا مسيبهم مخصوص عشان خاطر عيونك وخرجت الحارس كمان .

هو لا يكذب أبداً.. لا يحذرها علي سبيل التهديد ، فقد سبق ورأتهم بأم عينيها ونجت من فك أحدهم بأعجوبه !

حالت نظراتها الأن علي نحوٍ حائر من شخصة المريض ..

- إنت بتعمل كده ليه ؟

وصل إليها بلحظة ارعدتها وجسي امامها ، صار اقرب الأن وهو يقول بجدية مطلقه :

- قوليلي انتي اللي بتعملي كده ليه ؟.. جيتلك بالزوق مره واتنين وانتي رافضه.. حاولت كتير معاكي بس اظاهر انك مش مستوعبه كويس . طالما الزوق مش نافع معاكي نمشيها غصب بقي . الاتنين متاحين عندي .

لم تتوانى "ليلي" عن النظر إليه بغضبٍ وهي تغمغم :

- إنت مجنون .. هتروح في داهيه يا هشام .. دي جريمه خطف ومش هيسيبوك.

تحرك ثغر فمه بإبتسامه جانبيه متهكمه ، معلقاً بإستخفاف :

- ده لو خرجتي من هنا اصلاً .

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن