(22)

913 17 6
                                    

انفلتت منها صرخه زعرٍ وهي تستدير منتفضه ، وجدته ماثلاً امامها مباشرهً ولم يختلق محياه مثقال شعره ، توقفت اعضائها قاطبهً عن العمل فتجمدت الدماء بعروقها وهي تحدقه بصدمةٍ ممزوجه بهلع ، تسارع نبضها بشكلٍ غير مسبوق خاصتاً عندما سألها للمره الثانيه بصوته الهادئ الواثق : 

- بتعملي ايه هناا ؟

تلجم لسانها وكأنها بكماء فقد هربت الحروف من طرف لسانها ، اتخذت خطواتٍ للخلف بينما يقلص هو المسافه بينهم ببطء ، اصطدمت قدميها بالفراش خلفها فإزدردت ريقها وهي تجاهد لتنطق :

- انا أآ..

ضمت يدها بتوترٍ عاتي ظهر عليها وتصبب جسدها عرقاً بارداً وكأن دلو ملئ بالثلج انسكب فوق رأسها ، رفع هو احدي حاجبيه ليستنبط منها الكلام مكررا بتهدجٍ متهمهل :

- كنتي بتعملي ايه هنا ؟

زفرت الهواء المحبوس بصدرها علي مهلٍ ، وتحدثت بتلعثم وربكه :

-انا..انا..ان...ا...ككنت.. امسك .

هتفت بها وهي تلقي له الهاتف بغبطهٍ ، التقطه هو بينما تحركت "ليلي" لتفر هاربه ولكن عبثاً .. فقد دلفت تواً لعرينه ومن الصعب الفرار منه ، سبقها بخطوه حينما قبض علي رسغها وشدها مره اخري نحو بقوه ، هاتفاً :

- تعالي هنا .

ارتد جسدها اليه ، جذبها بقوهٍ متعمداً مّمَ جعل جسدها يتخذ رده فعلٍ سريعه ، ارتطم جسدها بصدره الصلب فإرتعدت كل خليه بها وهي تنظر اليه برعبٍ واضح بمقلتيها المتلألأتين ، كانت يده تقبض علي رسغها بقساوهٍ مصحوبه بلمسه حنان  و اهبط اي محاوله لها في الفرار ، تسلل الي انفها عبق رائحته الرجوليه الجذابه المنبعثه من فجوه صدره وعنقه ، يفصلهم بعض السنتيمترات فقط ، فكرر بلهجه اكثر جموداً :

- كنتي بتعملي ايه هنا يا ليلي مش هكرر تاني ؟

اصبح الأمر مؤلم كلما اصبحت المسافه بينهم متلاشيه ، لم تحاول النظر اليه في الوقت الحالي وهي تقسر نفسها علي النطق ، تقاوم ذلك الأنقباض العاصر بمعدتها كلما تحدث بالقرب من وجهها ، وتحدثت بصوتٍ يغصّ بالدموع :

- لأ بص سيبني والله هعيط و..

اسكتها "سيف" بثباتٍ واكتسبت لهجته الجمود ولكن تمسك ببعض اللطف :

- هششش . مش هعملك حاجه .. جيتي ليه ؟

منحها القليل من الوقت لتستجمع قواها فجاهدت هي لتنطق مره ثانيه ناكسه رأسها بخجلٍ يتأجج بها ، ونطقت بصوتٍ مكتوم :

- ممكن تسيب ايدي ؟

شملها بنظره هادئه ، بينما لم ترفع هي عيناها عن الأرض تلاشياً النظر اليه وحذراً من ان تندلع دموعها الحبيسه بمقلتيها .. انتظر "سيف" لحظاتٍ قصيره قبل ان يحرر يدها من قبضته مره واحده ، وهتف :

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن