انفلتت منها صرخه زعرٍ وهي تستدير منتفضه ، وجدته ماثلاً امامها مباشرهً ولم يختلق محياه مثقال شعره ، توقفت اعضائها قاطبهً عن العمل فتجمدت الدماء بعروقها وهي تحدقه بصدمةٍ ممزوجه بهلع ، تسارع نبضها بشكلٍ غير مسبوق خاصتاً عندما سألها للمره الثانيه بصوته الهادئ الواثق :
- بتعملي ايه هناا ؟
تلجم لسانها وكأنها بكماء فقد هربت الحروف من طرف لسانها ، اتخذت خطواتٍ للخلف بينما يقلص هو المسافه بينهم ببطء ، اصطدمت قدميها بالفراش خلفها فإزدردت ريقها وهي تجاهد لتنطق :
- انا أآ..
ضمت يدها بتوترٍ عاتي ظهر عليها وتصبب جسدها عرقاً بارداً وكأن دلو ملئ بالثلج انسكب فوق رأسها ، رفع هو احدي حاجبيه ليستنبط منها الكلام مكررا بتهدجٍ متهمهل :
- كنتي بتعملي ايه هنا ؟
زفرت الهواء المحبوس بصدرها علي مهلٍ ، وتحدثت بتلعثم وربكه :-انا..انا..ان...ا...ككنت.. امسك .
هتفت بها وهي تلقي له الهاتف بغبطهٍ ، التقطه هو بينما تحركت "ليلي" لتفر هاربه ولكن عبثاً .. فقد دلفت تواً لعرينه ومن الصعب الفرار منه ، سبقها بخطوه حينما قبض علي رسغها وشدها مره اخري نحو بقوه ، هاتفاً :
- تعالي هنا .
ارتد جسدها اليه ، جذبها بقوهٍ متعمداً مّمَ جعل جسدها يتخذ رده فعلٍ سريعه ، ارتطم جسدها بصدره الصلب فإرتعدت كل خليه بها وهي تنظر اليه برعبٍ واضح بمقلتيها المتلألأتين ، كانت يده تقبض علي رسغها بقساوهٍ مصحوبه بلمسه حنان و اهبط اي محاوله لها في الفرار ، تسلل الي انفها عبق رائحته الرجوليه الجذابه المنبعثه من فجوه صدره وعنقه ، يفصلهم بعض السنتيمترات فقط ، فكرر بلهجه اكثر جموداً :
- كنتي بتعملي ايه هنا يا ليلي مش هكرر تاني ؟
اصبح الأمر مؤلم كلما اصبحت المسافه بينهم متلاشيه ، لم تحاول النظر اليه في الوقت الحالي وهي تقسر نفسها علي النطق ، تقاوم ذلك الأنقباض العاصر بمعدتها كلما تحدث بالقرب من وجهها ، وتحدثت بصوتٍ يغصّ بالدموع :
- لأ بص سيبني والله هعيط و..
اسكتها "سيف" بثباتٍ واكتسبت لهجته الجمود ولكن تمسك ببعض اللطف :
- هششش . مش هعملك حاجه .. جيتي ليه ؟
منحها القليل من الوقت لتستجمع قواها فجاهدت هي لتنطق مره ثانيه ناكسه رأسها بخجلٍ يتأجج بها ، ونطقت بصوتٍ مكتوم :
- ممكن تسيب ايدي ؟
شملها بنظره هادئه ، بينما لم ترفع هي عيناها عن الأرض تلاشياً النظر اليه وحذراً من ان تندلع دموعها الحبيسه بمقلتيها .. انتظر "سيف" لحظاتٍ قصيره قبل ان يحرر يدها من قبضته مره واحده ، وهتف :
