بدأ الاحتفال الفعلي..
اكتظت الساحة بالمدعويّن ، يهنئون اكبر رجال الأعمال وحرمه لزواج نجلهم الوحيد.. "سيف صفوان"
أما عنه.. فلم يشارك معهم في تلقي التهنئات في الوقت الحالي ، منعزلاً بإحدي الأركان الهادئه أسفل شجرة مُزينه ، أصابه وجل غير مبرر من حيث لا يدري ، ويجهل اسبابه حتي !
تلك الأناهيد المعبرة عن ضيقه و نفاذ صبره مع مرور الوقت ، ففقط دقائق لم تكن بالشيء الجسيم، لم يكن هناك ما يستدعي قلقه، خاصةً مع يقينه بالزواج منها بعد وقتٍ قصير ، لكن عقله السليط أبى أن يفهم شيئًا كهذا
لينعكس كل هذا الضغط سلبًا على اعصابه ...
حاول جاهداً إخماد الخوف المتسرب إلي اعماقه والذي طفا إلي قمه رأسه ليخلق مزيداً من الهواجس السوداوية ، ولكنه علي كلٍ.. يخبر نفسه بأن كل شئ سيسير وفقاً لما يريد وعلي ما يرام فقط ليسكن من روعه ..
سهم بنظراته لبعض الوقت ليفيق على صوت "سامح" فجأه :
- مالك يا سيف واقف لوحدك كده ليه ولا اكنك العريس يعني ؟ !
بدا و كأنه لم تسمع إلي ملاحظتة الأخيرة ، وغمغم بإرتياب :
- ليلي اتأخرت ؟!
عقد "سامح" حاجبيه ورد عليه بغرابة :
- ولا اتأخرت ولا حاجه لسا بدري . وبعدين مش المفروض انت تطلع تجيبلها ؟
لم يكن "سيف" ينظر إليه فعليًا بل صوّب نظراته المتردده بينه وبين شرفة غرفتة الزجاجية المغلقه التي تتجهز بها من أجل الزفاف ، وأجاب بلا حماسٍ :
- لأ . بابا هو اللي هيطلع يجيبها الأول .
شملة "سامح" بنظرة فاحصه سريعة تاكد من خلالها بأن به خطبًا ما :
- طب مالك متوتر كده ليه ؟
- قلقان !.. اجابه صراحتًا بعد لحظة ، لم يحاول إخفاء مشاعره عنه باعتباره أقرب صديق له و ليس إبن عمه فقط
"سامح" بريبة مشوبه بإستنكارٍ :
- قلقان ؟! قلقان من ايه ان شاء الله ما كل حاجه كويسه اهي عايز ايه تاني ؟ .. اوعي تكون ياض قلقان عشان خاطر الجواز ! ايه يا دنجوان انت اتحسدت ولا ايه ؟ اومال لو مكنتش خبره وإن دي مش اول مره ليك كنت عملت ايه.
"سيف" بلمحة من العصبية :
- تصدق إنك عيل غبي . إنت فهمت ايه ياض انت ؟!
"سامح" عابسًا بشدة :
- ما انت بصراحه حيرتني معاك . مالك ؟
زفر "سيف" مطوّلًا و قال بضجرٍ ملحوظ :
- مش عارف.. بس قلبي مقبوض.
صوّب "سامح" نظرة مباشرة إلى عينيه و هو يقول بجدية :