(39)

804 19 4
                                    

لم يهنأ لجفونها أن تهتدي لنومٍ ساكن .. او يتكرم النعاس بزيارة خاطفه تجعلها تمتنّ لإنتزاعها من هاله تفكيرها المعذبه...

ارهقت ذهنها بما يكفي لإصابتها بنوبة دوارٍ وضجيج يعم رأسها بشكلٍ لا يحتمل بالمره..

في الماضي.. ظنت أن الحب هيناً ، مجرد شعوراً يؤلف بين شخصان فيجردهما من حياة مريره سالفه .. لذا ناضلت لتحافظ علي مشاعرها حرة وقلباً نقيّاً في انتظار من يستحق نقائه ، ليناله هو فقط.. ولا أحدٍ سواه ، يملك قلباً حافظت عليه طوال حياتها خلّف بوابةٍ فولازيه موصده لتمنحه مفتاح بوابتها الخاصه فيصير مالكاً له برغبتها الكامله ..

لذا أخذت عهداً علي نفسها ووضعت قوانينها الخاصه و المدروسه بعنايهٍ ، لتجد الجدير بقلبها ويستوفي الشروط المفروضه.. ولكن عبثاً..  فحطم ظهوره كل الشروط مخترقاً القوانين !

جمعتهم علاقهٍ معقده تطورت تدريجياً لتتسلل إلي أخري لم تجد لها مسمّي أو تفسيراً .. فما كان لها صديقاً او عشيقاً بالمعني الحرفي المقصود منه مئه بالمئه !
لم يعترف لها بمشاعره.. لا تعلم حتي إن كان يكّن لها مشاعرٍ أم لا رُغم كل الدلائل الواضحه وضوح الشمس امامها في ملامحه وطريقه كلامه واهتمامه الفائض بها ..خاصتاً بعد ان إختتمها ببرهانه الأخير.. قُبلته الناعمه ، بصمه عشقه لها وإقرّاره بعد تماطلٍ طويل ..

تركته ينال منها ما يشاء وسمحت له بحريه التصرف وإن خالف هذا مبدأها وتقاليد نشأتها المتحفظه بعض الشئ..
تجردت تماماً من وعيها وأحبت وجوده قربها علي هذا النحو وإن كانت مرغومه.. أحبته هو.. أحبته حتي وإن تناقض تماماً مع قوانينها المشروطه ، أحبته بلا شروط ضاربه بفروضها عِرض الحائط..

اما الأن.. فقد وضعت مشاعرها جانباً والتفتت للأمر الهام هنا ، صبت تركيزها في خطوته الجريئه أمس ، مستدعيه غضباً مؤجل أتت به بعد أن فات أوان اندلاعه !

تمللت فوق الفراش يداهمها الأرق بأقوي مراحله ، أشرقت شمس نهاراً اخر بينما هي مطروحه فوق الفراش ..

ضربت الأغطيه بقدميها و هبطت علي الأرض بخمولٍ غمرها ، لم يتزحزح العبس عن وجهها الحزين قيد أنمله .. ولم تهتم بتوضيب فراشها الفوضوي خلفها ..

خرجت بخطي متكاسله وخطت إلي الغرفه الخارجيه ، إستقبلتها "ريهام" بإبتسامهٍ مشرقه دون أن تتحرك عن مقعدها ومن الواضح انها استيقظت لتوها ، وقالت بينما ترفع كوباً ضخم تنبعث منه حرارةٍ إلي فمها :

- صباح الخير يا لولو.

أكتفت "ليلي" بإبتسامة باهته شقت وجهها بصعوبهٍ ، ثم جلست علي الأريكه المقابله لها ..
دققت "ريهام" النظر إلي عينيها الذابلتين وقد ضربها إحمرارٍ بات ملحوظ ، وعلقت :

- شكلك منمتيش كويس.

تجاوزت "ليلي" وصفها السلبي ، وقالت بصوتٍ ثقيل بينما تتلفت باحثه عن "ساميه" :

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن