(65)

828 28 0
                                    

ولا لحظة واحدة إنقطعت أفكاره أو غابت صورة "سامح" الرثّه والتي استعرضها بشكل دائم برأسه المتأجج ، اربعة ايامٍ مضت بعد تلك الليلة المريعة التي مرَّ بها ، بقي "سيف عاكفًا على التفكير بلا هدنة ! أختلي بنفسه ليعيد ترتيب افكاره 

إنقطع وصاله عن الجميع حتي عن حبيبتة.. أغلق كافة وسائل التواصل معه وكأنه يفرض عقاباً شديد القسوة علي نفسة المعذبه ..

حتي انقضت مدة العقاب !

تردد قليلًا قبل أن يحسم ذلك الصراع الهزلي بداخله ، لم يشك به لحظةٍ.. ربما لم يملك الشجاعة الكافيه لمواجهته بعد إقترافه هذا الجرم الشنيع بحقه !

ولكن لا مفر.. عليه أن يصلح ما افسدة بحماقتة .. فـ"سامح" اكثر من يكترث لأمره الأن.. لذا عليه ان ينقذ ما تبقي انقاذه !

وها هو يصف سيارته أمام منزل العائله .. هنا تماما حيث يجده..

كانت الأجواء هادئة بالداخل،ايقن أن جدتة نائمة بالفعل رغم ان الساعه لم تتجاوز السابعة مساءاً .

قصد غرفتها ، لم تترك صورتها المنهاره رأسه في تلك الليله المشؤومه.. فهو يدين لها بإعتذارٍ حقيقي الأن

قرع الباب قبل ان يفتحه ويمد رأسه عبره قليلاً ، جال بعينيه حتي وقعت عليها ، وحيدة ..قابعة بإحدي الزوايا فوق كرسي وثير إحتوي جسمها النحيل..

رأته قبل أن يرصدها هو ، جهم وجهها بطريقةٍ لم يعهدها بها ، لم يسبق لها إستقباله علي هذا النحو العابس ! لم تهلل او تركض نحوه كعادتها.. وهذا ما توقعه منها الأن .

- لينا !

اشاحت بوجهها و نهضت متوجهه بتصلبٍ نحو نافذتها المفتوحة ، وجهت له ظهرها أبيه مخاطبته حتي ..

اغلق الباب متوجها صوبها علي مهلٍ ، جسي نسبياً عندما وصل اليها ، صوّب نظراته الهادئه إليها ، تعلقت عيناه بمؤخره رأسها قليلاً قبل أن يقبض علي كتفيها بنعومة ويديرها لتصير في مواجهته مباشرة.

عقد حاجبيه مغمغماً بغرابة ، وإن خمن إجابة سؤاله بالفعل :

- بنده عليكي . مبترديش عليا ليه ؟

تلقي صمتاً نطق بكل عبارات اللوم و العتاب والذي طلّ بوضوحٍ عبر عينيها الفاترتيّن ، اشاحت مره اخري عنه ،
رفع يده وادار ذقنها برقةٍ مجبرًا إياها على النظر إليه

- لينا .. انتي زعلانة مني ؟

ظلت صامتة كما هي ، لم يعتريه ايّ ترددٍ للنطق بإعتذارٍ صادق لها :

- انا اسف.

انقشعت قسماتها الجامدة و تقلصت خطوط وجهها معلنة عن بكاءٍ وشيك ، احس بجسدها ينكمش بحركةٍ تنم عن خوف ..او هكذا فسرها !

- انتي خايفة مني يا لينا ؟

اخفضت رأسها مطلقه العنان لدموعٍ تكوّنت بمآقيها للإندلاع الأن ، ولم يسعها سوي إطلاق إجابتها علي هيئه إهتزازه صغيره بالسلب من رأسها .

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن