استدارت دون ان تفه بكلمة عازمه الرحيل ، نهض "سيف" من فوره بينما يدفع الأخيره بحزمٍ قاسي عنه لاحقاً بـ"ليلي"
حاولت الركض فكانت سرعتها أبطء ، لازالت تحت تأثير صدمتها ، قدميها لا تدعمها علي الإسراع وصمّت اذنيها تماماً عن نداءه خلفها..
- استني . استني بقولك.
قبض علي رسغها من الخلف هادراً بجمودٍ وكأنه يملي عليها امراً..
- سيب إيدي !.. صاحت بها وهي تنزع يدها من قبضته عنوه
كست الدماء وجهه في هذه اللحظه ، قائلاً بلهجه حاده و بصوتٍ جهوري خرج أجشاً :
- لما أكلمك تقفي تكلميني . سامعه !
رمشت "ليلي" مرتين في زهولٍ .. فرغم ما رأت بأم عينيها لازال يفرض عليها سيطرته ويخاطبها بإسلوبٍ حاد فلم تستشعر تزعزع عتوه المتعجرف ولو قليل خزياً من نفسه حتي ، فإنفعلت عليه صائحه ملء وجهه :
- إنت ليك عين تؤمر بعد اللي شوفته ده ؟!
حاول "سيف" ترويضها دون التخلّي عن صلابته :
- إنتي فاهمه غلط . مفيش حاجه من اللي شوفتيها زي ما فهمتيها.
تكَّدست الدموع بعينيها وتجمعت مكونه طبقة تلألأت بمآقيها ، جاهدت لحبسها خاشية أن تبدو فيها ذره ضعفٍ واحده أمامه..
- انا لاقياها معاك في اوضه نومك وقاعده علي سريرك و لازقه فيك وتقولي فاهمه غلط ! .. مش الهانم دي اللي قبل كده جاتلك وانت قاعد معانا في السفريه وكانت تعرفك بردو ؟
خطت الفتاه بإسترسالٍ وإن زادت من سرعتها قليلاً ، مرت جوارهما وتوقفت لوهله ملقيه نظراتها إلي "ليلي" ..تشملها بعينيها من رأسها حتي اخمص القدمين ولم يظهر بها خجلٍ ولو بشكلٍ طفيف ، في المقابل بارزتها "ليلي" بنظراتٍ مهينه ، محقره من شأنها كلياً..
ما هي الا نظرهٍ خاطفه حتي إستأنفت سيرها نحو الباب لترحل وتترك خلفها عراكاً أضرمت به نارٍ يبدو أنها لن تٌخمد بسهوله ، خاصتاً بعد أن خصّها "سيف" بنظرة بثت شيئاً من الرعب داخلها..
خلّت الأجواء بينهما الأن..
زفر "سيف" بضيقٍ ليسكّن روعه ، رفع يداه في محاوله يائسه للمس ذراعها :
- اقعدي واهدي خلينا نعرف نتكلم .
ثارث ثائرتها وهي ترتد خطوهٍ للخلف صارخه بضراوةٍ :
- ابعـد عــنـــي !.. انا اللي غلطانه من الأول . انا كنت عارفه إن كان ليك علاقات سابقه بس إفتكرت اني بعد ما بقيت معاك إن كل القرف ده خلص خلاص بس كنت عبيطه . كنت مغفله لما حبيتك و انت متستاهلش . كان لازم اعرف إنك خاين بعد كل اللي شوفته .
رفع إحدي حاجبيه بتهكمٍ هادراً بخشونة :
- ليلي ! .. احترمي نفسك واظبطي كلامك معايا.
