كانت ليلة حافله بالأحداث وإستنفذت كل ما بها من قوةٍ..
إستسلمت لنومٍ طويل خَدر جسدها المنهك تماماً ، لم تقوي علي النهوض بعد مكالمة "سيف" الصباحيه الباكره تلك إذ انها استأنفت نومها في الحال..مر أكثر من خمس ساعات ، غاصت في نومها ولم تشعر بمرور الوقت حتي هو لم يكرر إتصاله لتنبيهها وياله من أمر مريب !
كان النعاس لا يزال يضغط على حواسها ، لم يكن باستطاعتها التركيز على أيّ شيء ، نهضت بصعوبه لتغتسل ومن ثم توجهت صوّب خذانتها بعد وقتٍ قصير بخطي مبتله..
لم تكن بذهنٍ واعي لتنتقي أفضل ملابسها ، بل سحبت بعشوائيه و ارتدت ملابسٍ تألفت من سروالاً داكن إتسع بنهايه القدمين يعلوه كنزه بيضاء ، عقصت شعرها بنعومة للوراء ، وفي ثوانٍ وضعت طبقه خفيفه من مساحيق التجميل التي تكاد تري علي وجهها ..
تصاعد رنين هاتفها ، التقطته من فوق المزيّنه وأجابت بعد أن قرأت إسم "سامح" علي الشاشه المضيئه .
- الو.! .. هتفت ولازالت تمرر فرشاة التجميل الناعمه فوق وجنتها لتلامس بشرتها برفق ..
إنبعث صوته المتوتر علي الجهه الأخري بقدرٍ من الإرتباك إجتذب إنتباهها تماماً
- ليلي !
"ليلي" بإقتطاب : صباح الخير يا سامح . مال صوتك في ايه ؟
وصمت بطريقهٍ أثارت بداخلها الريبة ، عقدت حاجبيها وإندفعت الأن بعد ان اكتسبت لهجتها جموداً :
- الله ! هو في ايه يا سامح ؟؟
خرج صوته مذبذباً كمن أًصيب بصاعقةٍ زلزلت كيانه ، ولكن ما من مفر ..عليه إطلاعها بما جري !
- ليلي.. سيف .أآ..
- ماله سيف ؟ .. صاحت بعصبية ، كان لذكر إسمه علي هذا النحو ومع تلك النبره المرتعشه من صوته تأثيراً علي ثباتها ، كل هذا الرَوع الذي تستشعره في إرتباكه أكد لها من وجود خطباً ما
تأخر رده فإزداد ذعرها ، وإنفعلت في توجس :
- انــطــق في ايه ؟؟
- سيف اتضرب بالنار .
هبطت إجابته المشوبه بلمحة من الآسي كالصاعقه التي جمدتها كلياً ، فقدت أعصابها بلحظةٍ مِمّ أرخي أصابعها حول الفرشاة فسقطت أسفل قدمها ولكنها لازالت تقبض علي الهاتف بيدها الأخري، تعطلت حواسها ولم تلتقط أذنيها شيئاً اخر بعد عبارته الضائِقة ، عقلها لا يستطيع ترجمة ما قاله حتى وكأنما أصيب بتشويشٍ .. و التخيل أفظع بكثير !
قلبها يخفق بصخب مصم بداخلها ، إنتابها ضعفٍ مفاجئ وكأنها علي أعتاب إغماءٍ وشيك ، رجفةٍ اصابت قدميها فأرغمتها علي السقوط جاثيه رافضه حملها أكثر.. صارت علي مشارف الإنهيار الآن دون أن يرف لها جفنٍ .. فقط متجمدة كصنمٍ دبت الحياة به !