بالكاد استطاعت التنفس وهي تقهقه عاليا منذ ان التقت بصديقتها... سأمت "ليلي" تصرفها علي هذا النحو الساخر فإذا بها تجلس بمحاذاتها علي طاوله صغيره في مقهي الحرم الجامعي الكبير ..
قالت "ريهام" ضاحكه بإنطلاقٍ :
- انا مبطلتش ضحك امبارح من ساعه ما قولتيلي . كل ما اتخيل منظرك ومنظر سيف ببقي هموت من الضحك.
تأففت "ليلي" بتزمرٍ واضح ، وقالت بتهكمٍ محتجه :
- هي نقصاكي ياريهام انتي كمان ؟!
كممت "ريهام" فمها ، حفزها وجه "ليلي" المكفهر والذي تضرج بدماء الغضب للضحك بشكل اكبر ، اسرعت "ليلي" وقذفتها بمنديل ورقي امامها وهتفت آمره :
- بس بقي !
اومأت "ريهام" بإنصياع بينما تزم شفتيها لتكبح ضحكها ، انضمت "سهام" اليهم في تلك اللحظه فإمتنت "ريهام" لحضورها من اجل تشتيتها عن الضحك قليلا قبل ان يجن جنون الأخري ، وحيتهم :
- صباح الخير .
نزعت نظارتها الشمسيه الكبيره ثم سحبت مقعداً وجلست .. رد كلاً من "ليلي" و "ريهام" تحيتها..
- صباح النور
وتساءلت "ريهام" فوراً موبخه :
- اتاخرتي كده ليه ؟
القت "سهام" نظره عبر ساعه يدها رافعه معصمها امام عينيها ، وقالت متململه :
- هي نص ساعه بس !
تنهدت "سهام" بثقلٍ واضافت متساءله وهي تجلس بإرتياح اكبر :
- طلبتوا حاجه تشربوها ولا لسا ؟
ردت "ريهام" بشقاوه مرحه :
- طلبنا بس it's okay نطلب تاني مفيش مشكله.
غمغمت "سهام" معلقه بطرافه :
- انتي همك علي بطنك كده دايماً ؟!
راقبتهم "ليلي" بإبتسامه هادئه وهي تقبع في مقعدها بسكونٍ مريح ... حتي انها لم توالي انتباه كبير لثرثره "ريهام" تالياً مع الأخري ، إذ غابت عن الحضور بعقلها الصافن لدقائق لم تحسبها ... ولا تدرك أين اهدرت وقتها في شرودٍ مشتت ليس مبرراً بالمره !
فاقت "ليلي" علي صوت "سهام" التي دنت منها قليلاً وقالت بخفوت :
- ايه روحتي فين يا ليلي ؟!!
هزت "ليلي" رأسها يميناً ويساراً وبالكاد ابتسمت علي سبيل المجامله :
- معاكوا.
همهمت "سهام" بإلتواء و استجمعت شجاعتها واستحضرت كل ما بها من تبجح ، و سألت بشكل مباشر لترضي فضولها المتآكل :
- صحيح يا ليلي مقولتليش ايه اخبارك مع سيف ؟
قطبت "ليلي" جبينها وهي ترمقها بعدم فهم ، حاولت عدم اساءه فهمها لأخر لحظه حتي تفرغ جعبتها وتستطع سبر اغوار نواياها حتي وان كانت تطل من عينيها في أشد الوضوح..