حركت ليلي يدها عن فمها ، تطالعه بدهشه عاتيه تنم عن تفاجؤها العارم ، انحلت عقدتها أخيراً وتمتمت بصعوبه :
- انت !
رمشت بإضطرابٍ محاوله استيعاب رؤيته امامها اذ كان تواجده هنا امر محال بالنسبه لها ، فتابعت متساءله :
- انت بتعمل ايه هنا ؟
تقدم بإسترسالٍ متريث نحوها ولازال واضعاً احدي يديه في جيب سرواله ، وقال في هدوء :
- ازيك يا ليلي .
كررت "ليلي" في إصرارٍ زاهل متجاهله عبارته ، وقد اكتسبت لهجتها بعض الجمود :
- انت بتعمل ايه وطلعت هنا ازاي ؟
انحني ملتقطاً الملف الذي اسقطته ارضاً ثم وثب من جديد وتحرك مستديراً خلف المكتب الرئيسي متفحصاً الاوراق بيديه ، تجاوز سؤالها ليتضاعف زهولها ناظره اليه بعدم فهم بينما جلس هو بأرياحيه علي مقعد الرئيس ، وقال في هدوء بعد لحظاتٍ من القراءه السريعه :
- شغلك حلو.. باين عليكي شاطره فعلا زي ما قالوا.
تقدمت خطوه للأمام لتصبح امام المكتب مباشرة ، وقالت بهلع قَلِق لما يصدر منه من افعال :
- انت بتعمل ايه هتودينا في داهيه ! معتز بيه لو دخل ولاقاك هنا وقاعد كمان علي مكتبه هتبقي مصيبه.
زحفت علي وجهه ابتسامه واسعه سرعان ما تحولت الي ضحكه جذابه هادئه ، عقدت حاجبيها في غرابه متساءله :
- انت بتضحك علي ايه ؟
هز رأسه خائباً ولازالت الإبتسامه الواسعه تعلو وجهه :
- بضحك عليكي.. معقول لحد دلوقتي لسا مفهمتيش ؟!!
اجفلت ببلاهه .. لم تقدر علي سبر اغواره ، أضاف "سيف" بجديه وبساطه:
- عموما متخافيش معتز مش هيعمل حاجه.
- معتز !! .. عقبت "ليلي" بإستنكار ، اذ نطق إسمه منفرداً بلا اي القاب سابقه او صيغه احترام لمكانته المرموقه هنا ، وأكملت :
- انت تعرفه ؟
لم يجيب ، بل بدأت تربط خيوط الأحداث السالفه وقالت مضيقه عينيها بتخمين :
- عشان كده دخلت هنا ؟!! عشان تعرفه ؟!
ارتخت ملامحها المشدوده ، وقالت بتفهم متخبط :
- صح ..سامح يعرفه يبقي انت كمان و .. انا مش فاهمه حاجه ؟!!!!
اطلق ابتسامته الواثقه ، وقال بتروٍ هادئ :
- اقعدي يا ليلي.
استغرقت وقتٍ اطول من الازم للإستجابه ، فأشار بعينيه نحو المقعد امامه ليحثها علي الجلوس ، جلست "ليلي" بترددٍ لعلها تدرك ما يحدث حولها ، وتساءلت :
![](https://img.wattpad.com/cover/253513989-288-k230115.jpg)