(32)

780 18 0
                                    

حركت ليلي يدها عن فمها ، تطالعه بدهشه عاتيه تنم عن تفاجؤها العارم ، انحلت عقدتها أخيراً وتمتمت بصعوبه :

- انت !

رمشت بإضطرابٍ محاوله استيعاب رؤيته امامها اذ كان تواجده هنا امر محال بالنسبه لها ، فتابعت متساءله :

- انت بتعمل ايه هنا ؟

تقدم بإسترسالٍ متريث نحوها ولازال واضعاً احدي يديه في جيب سرواله ، وقال في هدوء :

- ازيك يا ليلي .

كررت "ليلي" في إصرارٍ زاهل متجاهله عبارته ، وقد اكتسبت لهجتها بعض الجمود :

- انت بتعمل ايه وطلعت هنا ازاي ؟

انحني ملتقطاً الملف الذي اسقطته ارضاً ثم وثب من جديد وتحرك مستديراً خلف المكتب الرئيسي متفحصاً الاوراق بيديه ، تجاوز سؤالها ليتضاعف زهولها ناظره اليه بعدم فهم بينما جلس هو بأرياحيه علي مقعد الرئيس ، وقال في هدوء بعد لحظاتٍ من القراءه السريعه :

- شغلك حلو.. باين عليكي شاطره فعلا زي ما قالوا.

تقدمت خطوه للأمام لتصبح امام المكتب مباشرة ، وقالت بهلع قَلِق لما يصدر منه من افعال :

- انت بتعمل ايه هتودينا في داهيه ! معتز بيه لو دخل ولاقاك هنا وقاعد كمان علي مكتبه هتبقي مصيبه.

زحفت علي وجهه ابتسامه واسعه سرعان ما تحولت الي ضحكه جذابه هادئه ، عقدت حاجبيها في غرابه متساءله :

- انت بتضحك علي ايه ؟

هز رأسه خائباً ولازالت الإبتسامه الواسعه تعلو وجهه :

- بضحك عليكي.. معقول لحد دلوقتي لسا مفهمتيش ؟!!

اجفلت ببلاهه .. لم تقدر علي سبر اغواره ، أضاف "سيف" بجديه وبساطه:

- عموما متخافيش معتز مش هيعمل حاجه.

- معتز !! .. عقبت "ليلي" بإستنكار ، اذ نطق إسمه منفرداً بلا اي القاب سابقه او صيغه احترام لمكانته المرموقه هنا ، وأكملت :

- انت تعرفه ؟

لم يجيب ، بل بدأت تربط خيوط الأحداث السالفه وقالت مضيقه عينيها بتخمين :

- عشان كده دخلت هنا ؟!! عشان تعرفه ؟!

ارتخت ملامحها المشدوده ، وقالت بتفهم متخبط :

- صح ..سامح يعرفه يبقي انت كمان و .. انا مش فاهمه حاجه ؟!!!!

اطلق ابتسامته الواثقه ، وقال بتروٍ هادئ :

- اقعدي يا ليلي.

استغرقت وقتٍ اطول من الازم للإستجابه ، فأشار بعينيه نحو المقعد امامه ليحثها علي الجلوس ، جلست "ليلي" بترددٍ لعلها تدرك ما يحدث حولها ، وتساءلت :

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن