كان هدفاً امام عينيه المتأهبتيّن.. لذا تعمد السير بعكس الطريق ليلتقي به في نقطه تقاطع محدده..
لاحظه "هشام" فتجهم فور رؤياه ، قرر أن يتجاهله تماماً تلافياً لخلق عراكٍ حاد تنجم عنه نتائج مضمره لكلاهما..
ولكن عبثاً.. فما تبيّن له بأن الأخير يصر علي مواجهته.. فتقاطع معه بطريق عكسي ومنعه عن السير رافعاً كفه أمام صدره بحزمٍ ليوقفه ، قائلاً ببرود أعصاب إستفزازي :
- واحده واحده مستعجل علي ايه . حاسب لتتكفي علي وشك .
تجهم وجه "هشام" ، بات يطالعه بنظراتٍ عدائيه بينما طفق "سيف" يعدل من هندام خصمه قابضاً علي تلابيب معطفه ، باسماً بهدوء مريب :
- كان عندك حق لما قولتلي إن الصدف بتجمعنا .
رمقه "هشام" بنظراتٍ مستعره ، وقال بلهجة حاده :
- إنت عايز ايه ؟
ربت "سيف" علي كتفه بودٍ كاذب يكنف مقطٍ عاتٍ ، قائلاً ببساطه تجافي اعماقه المتقده :
- كل خير يا حبيبي . مع إن اللي زيك الخير معداش من عتبه باب بيتهم .
"هشام" بنفاذ صبرٍ و بصيغه تهديده خطيره :
- إخلص وقول اللي عندك عشان مش هستحملك كتير.
ضحك "سيف" بعذوبة وببساطة إستفزت "هشام" فوراً :
- طب معلش تعالي علي نفسك شويه واستحملني . كده كده محدش فينا طايق التاني.
وسحب نفساً عميقاً وهو يودع يديه بجيبي سرواله ، ناظراً إليه بجدية :
- ليلي .
- مالها ؟ .. نطق بها "هشام" بذات الغلظة ..
- ملهاش . زي الفل .. بس عايز اوضحلك حاجه إنت مش واخد بالك منها.
أنصت "هشام" بإمعان لا يخلو الغضب ،فأكمل "سيف" بهدوء مريب ليبث الرعب بقلبه أكثر :
- لما رمش صغير من عنيها بيقع و بيطرفها بيخنقني لمجرد انه بيدايقها ..فمبالك ممكن اعمل معاك إنت ايه.
إستشعر "هشام" تحذيراته التي تبعث بقلوب أعتي الأشخاص وأكثرهم قوة مهابة منه..
إنقلبت ملامح "سيف" الهادئه إلي أخري أكثر حدة ، ثم أخذ يلكز صدره بقبضته ، قائلاً بقساوة فجه :
- اسمع يالا . انا المره اللي فاتت مرضتش اجي جانبك واكتفيت برد صغير مع إني اقدر امحيك من فوق الأرض بس عديتها عشان و خاطر ليلي بردو والموضوع ميكبرش . فضلت تحوم حواليها ونبهتك قبل كده بس اظاهر ان الافندي استيعابه علي أده بس لو مش فاهم افهمك تاني . اؤمر !أثار حفيظته كلامة المبطن بتهديداتٍ تحقر من شأنه ، فرد بفجاجة :
- ليلي اللي انت محموق عشانها اوي كده وبتهدد متخصكش في حاجه عشان تتكلم بفتحة صدر اوي كده.