(68)

671 25 2
                                    

راح يتفحصها بعينيه المزعورتيّن ، بدت له جثه هامده لا حياه فيها حتي تأكد من إضطراب و تيره أنفاسها المتلاشيه ، زفر نفساً طويلاً حبسه فور رؤيتها علي تلك الهيئه.. راقده فوق الأرضيه لا تصدر عنها أي حركه ولو طفيفه !

- نهارك اسود ! عملت فيها ايه يا هشام ؟

لا ينفك "هشام" يتأوي بألمٍ متأثراً بجرح يده المحتدم ، يعتصر يديه وكأنه يرغب في فصل الشعور عنها ..

- إنت مش شايف عملت فيا ايه ؟!

لم يكف "حسين" عن تحريك وجهها المتراخي بشكل مزري يميناً ويساراً وأخر يهزّ جسدها في محاولاتٍ واهيه لإيقاظها ..

- مصيبتك سودا ومنيله . دي شكلها ماتت !

رمقها "هشام" شزراً بقدر ما يحويه داخله من غلٍ لا يضاهي ، وقال بإهمالٍ قاسي :

- مماتتش .. لسا فيها الروح.

قبض "حسين" علي كتفيها ليرفعها عن الأرض قليلاً وصاح  فيه :

- شيلها معايا بسرعه نوديها علي اي مستشفي.

"هشام" بإستهجانٍ عصبي :

- مستشفي ايه انت اتهبلت . عشان ندخل في سين وجيم ويعرفوا اننا خاطفينها !

"حسين" بإصرار أشد :

- مهي لو ماتت هنروح بردو في ستين داهيه .. شيلها معايا يا هشام ربنا يهديك نوديها لدكتور.

- دي لو فاقت في المستشفي هنروح في داهيه فعلا يا غبي وانت قبلي.

نجح "هشام" في التأثير عليه وفلح تهديده بسهولة ، هز "حسين" رأسه بيأسٍ ولم يجد حيله سوي ايقاظها بنفسه ..

- ليلي.. ليلي فوقي ردي عليا.

بقي يربت علي خديها بإصرارٍ حتي صدع صوت "هشام" مره اخري :

- سيبها.. شويه وهتفوق .

نظر "حسين" إلي جسدها الهامد و الدماء المتدفقه علي وجهها والتي لطخت ملابسها معلنه عن مدي سوء حالتها ..

- شكلها ملهاش فوقه .. الله يخربيتك يا هشام !

_____________________________________

إنطلق في طريق العودة ، بعد أن تلقي مكالمة والده ، ليقول بلهجه شديده الجديه في عبارةٍ وجيزة يُخطره فيها بأنه علي علم بمكان حبيبته خفيه الأثر !

لم يستغرق ثلث ساعه الا وقد كان أمام أبيه ، تملكه خوفٍ عظيم وإن لم يظهر هذا بإفراط ..

تمالك "سيف" البقيه الباقيه من اعصابه التالفه تماماً ، احكم "شريف" اغلاق باب مكتبه كي لا يتسرب الصوت إلي أذنيّ زوجته النائمه في الطابق العلوي ، ليصب كامل تركيزه في تلك الكارثه المباغته !

- كنت تقصد ايه يا بابا لما قولت في التليفون انك عارف مكانها ؟

سار "شريف" حول مكتبه وهم بالجلوس خلفه وهو يشير إليه ليجلس قبالته بهدوءٍ تام ..

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن