وضعها برويه علي الأرض واوقفها علي قدميها المتراخيتين ، تأكد بأنها تملك قدره كافيه للتوازن وان كانت واهنه ، تركها ومازال متأهباً لإلتقاطها تحسباً لأي سقوط مفاجئ منها ، شملها بنظره فاحصه وهو يدقق النظر بوجهها المكفهر والذي احتله اصفرارٍ حاد..
- ليلي ؟!!
هتف بهدوءٍ ، ثم استطرد متسائلاً بعدم ارتياح :
- حاسه بـإيه؟
تمهلت "ليلي" وهي تسحب نفساً عميقاً يكفيها لإتمام جملتها المتعثره :
- حاسه اني.. حاسه اني ..
كانت تغمض عينيها تارهٍ وتبتر عبارتها تارهٍ اخري وكأنها تقاوم الكلمات في الخروج من حنجرتها ، اطبقت كفها علي بطنها اذ باتت في حالٍ اسوء من قبل ، بينما تساءل "سيف" بقلق مخمناً سبب شعورها..
- انك ايه ؟
- هجيب اللي في بطني.
اجابته بصوت مكتوم وهي تقاوم شعور الغثيان بمعدتها ، عقد "سيف" حاجبيه بريبه وقال :
- هتجيبي اللي في بطنك ازاي يعني !!
كممت فمها بكفها واضعه كل قواها المتبقيه في ساقيها لتركض نحو المرحاض ، وقف "سيف" بلا حراك محاولاً استيعاب ما يحدث ، حتي تحرك أخيراً حينما ازاد صوت استفراغها قوهٍ ، دلف بلا اكتراث كثيراً لما سيواجهه من توبيخ ومشاكن ان دلف احدهم بشكل مباغت ورآهم الأن ، او لطبيعه علاقته بها حتي.. بل جسي خلفها حيث جلست متراخيه تفرغ ما بأحشائها في المرحاض ، تردد قبل ان يمد يده و يزيح شعرها المتدلي حول رأسها للخلف في لطف بالغ ، لو كانت علي وعي كامل لصُعقت مصدومه لما يصدر منه الأن من لطفٍ وقلق مثير للدهشه والغرابه..
- انتي كويسه ؟
مسد علي شعرها برويهٍ و هي ترفع رأسها قليلاً ، ردت بصوت هزيل ، مُنهكِ :
- مفيش حاجه خطر .. ده بسبب الاكل.
رماها بنظرات توبيخيه ولوم ، فأسرعت هي بإنزعاج مرهق :
- متبصليش كده.
وبالفعل تنازل عن توبيخه وان كان بالنظرات فقط وصب كامل اهتمامه بها ، تنفس بتمهلٍ وقبض علي ذراعيها الدافئين من الخلف وقال بالقرب منها :
- يالا ننزل المستشفي ؟
هزت رأسها رافضه بإجهادٍ قبل ان ينتابها الغثيان مره اخري ، وجهت فمها نحو المرحاض وعادت للغثيان الذي اصابها بشكل مترددٍ لا بشكل متواصل ، رفعت وجهها قليلاً وقالت بصوتٍ يكاد يُسمع :
- اخرج بره .
تجاوز رغبتها وهو يجمع ما تصل اليه يده من خصلات شعرها الرطبه قليلاً بسبب ماء وجهها ورأسها البارد ، سالت دمعه حاره من عينيها وهي تكرر برجاء دون ان تنظر اليه :
