تعطلت حواسها بالكامل ، جمدّت كقطعه ثلج من جبل جليدي أمامه ، رمشت عده مرات لتتأكد من عبارته السالفه ، أجفلت عندما كرر إعترافه مؤكداً :
- بحبك اوي.
جحظت عينيها وهي ترمقه بزهولٍ محاوله إستيعاب ما يحدث كله..
وكأن حجراً ألقي بثقله فوق صدرها ، تصبغ وجهها بإصفرارٍ بات واضحاً له ، تكاد تجزم أن إعترافه ما هو إلا حُلمٍ عابر ترآي لها ..
دس "سيف" عيناه في ادق تفاصيل وجهها ، و همس بنعومه :- مبتتكلميش ليه ؟
راح صدرها يعلو ويهبط بإضطرابٍ ، يدق قلبها بخفقاتٍ وصل قرعها إليه ، إنعقد لسانها كما لو أنه بُتر ، كان النطق أثقل ما يكون ، شُلت الأحرف علي طرف لسانها وخرست حنجرتها ، دني "سيف" منها وهمس برقهٍ ليحثها علي التحدث :
- ليلي ؟!
رفرفت "ليلي" بأهدابها لتستعيد رشدها ، أبتلعت ما تبقي في حلقها شاعره بتوترها يتصاعد.. و جاهدت لتنطق بزهولٍ في أشد حالات صدمتها ، فخرج صوتها واهناً :
- قولت ايه ؟
تسللت إلي فم "سيف" إبتسامه خفيفه ، وتمتم هامساً :
- اعيدها تاني ؟
اومأت بعقلٍ مشدوه .. تناجيه بعينيها المتلهفتان لتكرارها ، فنطق بخفاتهٍ دَغْدغَت حواسها :
- بـحـبـك.
أحست بغثيانٍ يجتاحها ، حبست أنفاسها حتي كادت أن تنقطع ..شاعره بتمزق رئتيها ، ذابت خلايا أعصابها فأفقدتها القدره علي الشعور والحركه ، علّت زاويه إبتسامه "سيف" بجاذبيه أشعلت قلبها بحرارهٍ أكبر ، وهتف :
- تاني ؟!
هزت رأسها إيجاباً .. تود سماعها لدهرٍ كامل فهي كلحنٍ معزوف من فمه العَذب ، ضحك "سيف" بعذوبهٍ و قال :
- يااه هي للدرجه دي كانت صعبه !
أسرعت "ليلي" بنبره تنم عن عدم التصديق ، وفغرت فاهاً من هول المفجأه :
- اوي .. مستحيله.. مش مصدقاها !
تأملها "سيف" بنظراتٍ تكاد تلتهمها ، تضج عشقاً بها ..وللمره الأولي يطلق نظراته بحريهٍ دون قيود ، وبتمهلٍ .. لامس بأنامله يديها الساكنه فوق قدميها حتي إستقرت يداه بأكملها فوقها ، نقلها بتريثٍ إليه دون أدني مقاومهٍ منها .. بل علي النقيض ، إذ شعر بتراخي أعصابها تماماً إلي حد يستدعي الشك .. يدٍ بارده وهامده كجثهٍ فقدت إتصالها بالحياه.
إحتوي يدها بين كلتا يديه ورفعها إلي فمه وطبع قُبلته الخاصه عليها ، إقشعر بدنها وإهتز عندما أحست بملمس شفتيه فوق جلدها ، وإزداد الأمر سوءاً معها حينما تعمق في قُبلته كمن ذاب معها..
إنتهت قُبلته ولكنه لم يبتعد ، نظر نحوها ومال برأسه إلي يدها ، وراح يطالعها بحب ..
