(48)

711 19 1
                                    

ذهب إليهن في زيارته متواصله الوِصَال بين الحين والأخر مع حرصه علي تحفظاته الآخلاقيه .. إن كانت "ليلي" بمثابة إبنة له فأمها سيدة قرابه عمره ، فسرعان ما ستشاع الأقاويل وتٌروج الشائعات وإن كان يَكن لها حباً صادقاً منذ سنوات طائله..

- مكانش في داعي تقومي من السرير و ترهقي نفسك 

ردت "فاتن" الجالسه علي المقعد المقابل له بأرياحيه :

- لا انا بقيت كويسه خالص وبتحرك دلوقتي من السرير كمان .

إبتسم "أمين" بسعه ، وقال بودٍ سعيد :

- طب ده شئ يسعدني وجدااا.

تدخلت "ليلي" في تلك اللحظه بعد ان خرجت من المطبخ تواً ، توجهت صوبهم حامله فنجاناً من القهوه أعدته بنفسها ووضعته بتروٍ فوق طاولهٍ أمامه ..

- قهوتك زي ما بتحبها بالظبط.

منحها إبتسامة حانيه ورد بحبٍ لطيف :

- تسلملي إيدك .

جلست "ليلي" قبالتهم علي مقعدٍ شاغر ، إلتقط "أمين" الفنجان برصانهٍ و رفعه نحو فمه ، وتوجه بالقول إلي "ليلي" لائماً :

- بقالك كتير نسياني ومبتجيليش.

اومأت "ليلي" مؤيده في حَرجٍ ، و قالت بتبريرٍ لا يخلو من الخجل :

- عندك حق تزعل مني .. بس انا رجعت شغلي وبقي الوقت مزحوم بالشغل والدراسه ويادوب ارجع ادخل اذاكر وبعدها انام زي القتيله .

تابعت "فاتن" عوضاً عنها لتعزز موقف إبنتها أمامه ، مؤكده تبريرها :

- ليلي فعلاً بترهق نفسها أوي في الشغل والجامعه ولما بترجع الوقت يادوب بيكفيها مذاكره . بس إحنا ميرضيناش زعلك انا هبعتهالك بنفسي يوم اجازتها . وبعدين ما هي بتسيبني انا كمان لوحدي ده لولا ساميه كنت اتجننت من الوحده اصلي مبحبش اعيش لوحدي .

ختمت عبارتها بأسفٍ ، دقق "أمين" النظر بها ملياً ، وتمتم :

- الحال من بعضه .

إرتبكت "فاتن" مشتته عينيها عنه ، ضمت "ليلي" حاجبيها بإرتيابٍ وشكٍ غمرها ، فحمحم "امين" منتبهاً إلي حاله و قال مغيراً مسار الموضوع ، طائفاً بعيناه حوله :

- اومال هي فين ساميه مش شايفها ؟

"فاتن" : روحت انهارده بيتها تبص علي إبنها وجوزها وهتيجي بكره.

اومأ "أمين" بتفهم ، ثم سحب شهيقاً هادئاً وقال تالياً :

- ومعاد الدكتور معاكي امتي ان شاء الله ؟

تدخلت "ليلي" مجيبه نيابة عن أمها :

- بعد بكره الساعه عشره عه الصبح حسب المعاد .

- كويس.. وانا هكون عندكم من تسعه ونص قدام البيت عشان اوصلكم.

اسرعت "فاتن" بتخبطٍ لا يخلو من التهذب :

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن