(46)

774 17 3
                                    

صمتت "دولت" مقيمّه كلامه ، واطلقت سؤالها بتعالٍ متعجرفه :

- وزميلتك دي من عيله مين ولا بنت مين ؟

أيقن "هشام" أنها ستكترث في المقام الأول لمستواها الإجتماعي الرفيع.. ولن تقبل بما هو أدني منها..

- بنت كويسه وابوها كان مهندس كبير انا عرفت عنها الازم . حاجه تانيه ؟

رفعت "دولت" حاجبيها بإستنكارٍ ، ووقار ملأ نفسها :

- وشايف إن ده كفايه ؟

تجاوز "هشام" سؤالها عمداً ، و تساءل بجفاءٍ :

- هتيجي معايا امتي نخطبها ؟

إنفرج وجه "دولت" بإبتسامه ساخره ، وقالت بإستخفاف :

- إنت شكلك مستعجل اوي ! اديني فرصه اسأل عليها واشوفها مناسبه ولا لأ.

إحتدم وجه "هشام" بحمره الغضب ، و إندفع بعصبيه :

- انا عارفها وده كفايه مش مستني سؤالك عليها .

أجفلت "دولت" أمام لهجته الفجه ، فتابع هو بحزمٍ فظ :

- وعلي فكره انا مباخدش إذنك انا بقولك عشان يبقي عندك فكره . انا بيكي او من غيرك هتجوزها.

إهتز المكتب فور إنتهائه إثر صفعه "دولت" فوقه ، ونهضت بثورانٍ مضمر صائحه بغيظٍ :

- إنت ازاي تكلمني كده . مين دي اللي انت بتكلمني بالطريقه دي عشانها ؟

وثب بدوره في تحدٍ امام رعونتها ، شامخاً بتعالي ، قائلاً بنديّه :

- إسمعي .. انا مقدرتش امنعك من أي جوازه إتجوزتيها . حتي لما إتجوزتي صاحبي اللي من سني إتجوزتيه غصب عني ومهمكيش شكلي او شكلك يا صاحبه الشعارات و الشكل الإجتماعي . مش هتيجي انتي دلوقتي تعدليلي علي حياتي وتختاريلي اللي هتجوزها يا دولت هانم.

أخرستها عبارته فتلجم لسانها ، لم تقدر علي إيجاد كلماتٍ مناسبه لسبغها ، عجزت عن النطق او تعزيز موقفها أمام دفاعه ..
تراقص علي فمه شبح إبتسامه طفق من خلالها نصره الحتمي في معركته امامها ، وقال منهياً الجدال ، أمراً بحسم :

- خلال الأسبوع ده تجهزي نفسك عشان هنروح نخطبها . ومش هفتح الموضوع ده تاني قبل ما يجي معاد الزياره.

ثم أولاها ظهره مستديراً ليرحل بخطي واسعه ، يضرب الأرض بنعله بغيظٍ معرباً عن مدي غضبه الدفين من حوارهما خاصتاً أنه توقع نتائجه قبل أن يواجهها حتي ..

راقبت امه خطواته في صدمهٍ إحتلتها كلياً ، تهادت فوق مقعدها الوثير من جديد بثقل ، تنفست الصعداء محاوله التهدئه من روعها.. لم تدهشها لهجته الجلفه إذ إعتادت عليها وصارت السائده بينهما ..بل أدهشها محاربته المستميته من أجل الفتاه المختاره من قِبله.. فما كان هذا ولدها يوماً ..ولن يكون .. فهي أدري الناس به !

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن