(57)

845 27 0
                                    

تجمدت قسماته ، لم يقدر علي إستيعاب إعترافها في الحال ، إذ نطقت بها صريحةً وبشكلٍ مباغت ألجم لسانه أمامها..

لعنت "ريهام" ذاتها داخلياً لما تفوهت به وما زجت نفسها فيه بتهورها الغير محسوب بالمرة .. ولكن هيهات ، فقد فات أوان الندم وها هي تتطلع إلي وجهه بقلقٍ ، متمتمة :

- سكت ؟؟!!

رمش "سامح" بإضطراب مشتتاً عيناه عنها بتخبطٍ واضح ، نم وجهه علي مشاعرٍ سلبيه أرعدتها داخلياً ، إستغرق رده أكثر من المتوقع وما زلزل قلبها حقاً ..حتي نطق أخيراً بصوتٍ متوتر ، متقطع :

- ريهام .. انا أآ .. انا مش عارف المفروض اقول ايه.

- تقول اللي انت حاسة ! .. خرج صوتها ضعيفاً ، يكنف خوفٍ

"سامح" بإرتباكٍ بيّن حريصاً علي إجتناب أيّ قولٍ يجرحها :

- انا.. انا بحبك.

خفق قلبها بقوةٍ ألمتها ، إبتهجت داخلياً شاعره بحرارةٍ تحوف جسدها المصاب برعشاتٍ طفيفه ، فما كادت إبتسامتها أن تنبلج علي محياها حتي سحبتها مره أخري حين صحح موضحاً :

- بس مش زي ما انتي فهمتي.

شحب وجهها وإنسحبت الدماء المسحوبة أصلًا من وجه "ريهام" وهي تستمع إليه يقول بحرجٍ :

- جايز انتي فهمتي كلامي ومشاعري نحيتك غلط .. انا بحبك بس مش بالطريقه دي .. انتي صديقتي وغاليه عليا وبحبك بس مش الحب اللي فهمتيه.

- صح.. انا مفهمتش اي حاجه ..انا اللي غلطانه .

و تقطع صوتها بأواخر عبارتها تأثرًا بإلتهاب حلقها المتأهب للبكاء ..قامت من مكانها فورًا متحاملة على جميع آلامها وإرتجاف ساقيها ، برز صوت"سامح" ليبقيها بتعثرٍ :

- ريهام اسمعيني انا اسف ا..

- لا لا ..انا اللي اسفة انا مكانش ينفع اقول كده من الاول . معرفش انا قولت كده ازاي.

تذبذب صوتها فصدر مختلجاً وهي تلتقط حقيبتها بيدٍ متشنجة ، تألم قلب "سامح" حين رأي هذا ، أدرك أنها بحالةٍ يرثي لها وتسبب لها بحرجٍ لن يلتأم بسهولة  ، وقال شاعراً بذنبٍ ضاري يهاجمة :

- ريهام ارجوكي متحسسنيش بالذنب وتعملي كده .

حبست دموعٍ تلح عليها لتخرج ، وصدر صوتها يكنف نزعة نشيجٍ متقطع بيّد أنها حاولت اخفائها و لم تفلح  ...

- اعتبرني مقولتش حاجه . انا أسفه بجد . من قلبي أسفه. انسي اي حاجه قولتها دلوقتي.

استدارت مسرعه وحثت خطاها مهرولة للخارج مطلقه العنان لدموعها الحبيسه لتتحرر علي وجنتيها ، بينما ينهض "سامح" محاولاً إبقائها :

- ريهام .. ريهام استني ارجوكي.

لم تستجيب وأدرك أن إزعانها إمرٍ بات محالٍ الآن..
تهالك فوق المقعد من جديد بعد أن إختفي أثرها ، وأطلق زفيرٍ مطولاً ، متمتماً لنفسه بضجرٍ :

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن