(20)

1K 18 0
                                    

تركت "ليلي" الحمام تواً متوجهه صوب مرأه الغرفه العريضه ، لتطل علي هيئتها للمره الأخيره وقد تهيأت كلياً للمغادره ، اعتدلت "ريهام" الممدده اعلي الفراش فور ملاحظتها ..

- ايه ده يا لولو انتي نازله ؟

- ايوه.

هتفت "ليلي" وهي تنثر رزاز العطر علي ملابسها  ، انتصبت "ريهام" واثبه اعلي الفراش وقفزت حتي هبطت قدميها علي الأرض بحماسٍ تمثل في حركه حيويه صادره منها :

- طب حلو ننزل بقي مع بعض انا كده كده كنت هلبس وانزل بس خوفت لتقوليلي مش نازله .

اومأت "ليلي" دون اطاله تفكير ولم تتبين نيتها المبهمه والكامنه في حماسها ، ثم جلست علي اقرب مقعد قائله وهي تقبع في انتظارها :

- طيب البسي وانا هستناكي.

هرولت "ريهام" نحو الجزء الخاص بها في الخزانه وانتقت ثيابها بعنايه وعجلهٍ في آنٍ ، وفي غضون ثوانٍ وسرعه فائقه كانت في هيئه متكامله الأناقه وصففت شعرها المنسدل علي ظهرها ، اذ اخذت تهندم حالها مراراً وكأنها تتهيأ لمقابله خاصه مما جعل الاخري تراقبها بغرابه وشك وكأنها تنتظر علامه تبرهن لها صدق حدثها .. وفعلا نطقت "ريهام" بما خمنته الاخري بتقائيه فرحه :

- سامح نازل بره الفندق وغالبا سيف معاه ياريت نروح مكان كويس وميحصلش زي المره اللي فاتت..

- قولتي سامح ؟؟!!

علقت "ليلي" بتمهل ، ثم تابعت بصلادهٍ رافعه احدي حاجبيها :

- انتي مخططه انك تخرجي معاه ؟

رفعت "ريهام" شعرها خلف اذنها في غبطه واجابتها بإرتباكٍ :

- يعني يا ليلي.. سامح قالي لو لاقيتوا نفسكوا عايزين تخرجوا تعالوا وانا قولتله ان مفيش مشكله .

- ومقولتليش ليه ولا انا اخر من يعلم واندب في الموضوع علي عمايا.

بدي الإعتراض الصريح والانزعاج واضحاً عليها الأن ، فتساءلت "ريهام" وقد تقلصت ملامحها بعبس في اللحظه التاليه :

- ليه بتقولي كده يا ليلي ؟

زفرت "ليلي" بضجر واشاحت بوجهها المتجهم عنها ، اقتربت "ريهام" جاثيه علي ركبتيها امامها وقالت بقلقٍ صادق وحذر :

- انتي اتدايقتي ؟

طالعتها "ليلي" بعبس وابدت اعترض منفعل :

- لأ بس مش عاجبني اقتحامنا حياتهم بالطريقه دي احنا بردو عندنا اصحاب تانيين.

- ليلي احنا مقتحمناش حياه حد ! وبعدين احنا بننبسط معاهم تنكري ده ؟ وبعدين سامح كويس وانتي عارفه.

خففت "ليلي" من حده نبرتها نوعاً ما ثم اجابت بصوتٍ لا يخلو من الإباء :

- لأ يا ستي سامح انسان لطيف مقولناش حاجه بس انا مش مبسوطه وانا دايما محشوره في النص بالطريقه دي ما بينكوا زي الاباجوره والبس مع سيف في الاخر .

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن