واسي نفسه بحضورها القريب..
مرت ساعات من الإنتظار والتي ضاعت هباءً ، ينظر إلي ساعه يده ومن ثم إلي بوابة المقهي ..
أجري "سامح" الاتصال العشرون بها ولكن عبثاً فهاتفها لازال مغلقاً علي أي حال.. إذا فهي تخلت عن موعدها معه !
طال إنتظارها.. فأدرك وجود خطبًا ما لا محال ، تأمل باقه الزهور الحمراء الذي إنتقاها بعناية لها خصيصاً منتظراً لحظة تقديمة لها ،متخيلاً ردة فعلها الإيجابية نحوها والتي ستدعم من قبولها لإعترافة..
أيقن أن موعدها ولّي رغم ذلك جلس ليمضي وقتاً اخر في إنتظارها.. ولكن بلا جدوي.. حتي تملكه اليأس وقرر الرحيل لتأجيل الأمر إلي حينٍ أخر.. إلي حين تجيب فيه علي إتصالاته !
_______________________________________
زحف الوقت بسرعةٍ أجفلتها ، تمّنت أن تظل هنا فيما تبقي من عمرها ، أما الأن فما لها سوي أن تعود إلي واقعها.. فوقتها معه محدد ..
إمتد جسده فوق العشب الأخضر ، متكأً علي مرفقه ، يعبث بيده الأخري بخصلات شعرها المحرره وقد أحب ملمسه مؤخراً ..
ضمت "ليلي" ركبتيها إلي صدرها شاخصه ببصرها نحو السُحب الحائله إلي قتامة الليل تدريجياً ، تصبغ بساط السماء بزرقه مظلمة بعد إختفاء قرص المشمس الأحمر المنقشع..
- مش يلا نرجع بقي .
رفع عيناه المتعلقه بخصلات شعرها إليها ، وقال بإمتعاضٍ مصطنع :
- زهقتي مني قوام كده ؟
إعتدلت "ليلي" في المقابل ، نافيه بصدق :
- أكيد لأ . بس عشان منتأخرش عليهم والليل بيليل اهو .
"سيف" ببساطة : احنا اصلا كنا جايين في الغروب متأخر . معداش ساعه علي بعض.
- كفايه كده عشان ميقلقوش .. مع إني حاسه إن شكلي كان وحش وانا داخله معاك . موقفي مكانش لطيف.
إعتدل "سيف" ليصبح علي قرابة منها ، و قال بجدية :
- بالعكس . وجودك كان ليه أثر كبير جدا وشايف انهم حبوكي .
إبتهجت في داخلها لتصريحه ، كان مزيجًا من الإطمئنان ، القلق و التوتر ! كل شئ تخبط بداخلها.
إبتسم ثغرها الدقيق تالياً ، وأعربت عن إعجابٍ حقيقي :
- بس تعرف ان مامتك طلعت حلوه جداً وملامحها غربيه أكتر . شبهك.
عقد "سيف" حاجبيه ولم تنفك إبتسامته أن تطفو علي محياه الوسيم ، متسائلاً بلهجة ماكره :
- شبهي ازاي يعني ؟
ردت بعفوية ، فلم يطأ بعقلها المعني المراد من نيتّة الجليه..
- يعني.. عينيك ملونه زيها . الشعر الكستنائي . العيون الزرقا و الحلاوه و ..