(35)

1.2K 26 4
                                    

لم تكاد ان تأخذ قسطاً ضرورياً من الراحه.. ما ان حلّها الطبيب من قيد المحلول الطبي حتي ركضت كالرمح مطالبه "سيف" بتنفيذ وعده لها..
اقتحمت "ليلي" المشفي هارعه نحو موظفه الإستقبال ، لم يكن "سيف" علي نفس الدرجه من السرعه اذ اكتفي بخطي واسعه في اعقابها ، انما هي فقد استجمعت كل قوتها للركوض ..

- بعد اذنك فاتن عبد الرحمن مصطفي في انهي اوضه بالظبط ؟

سألت "ليلي" موظفه الأستقبال بأنفاسٍ يشوبها لهاثٍ متقطع ، اومأت الفتاه علي الفور قائله :

- تحت امرك يا فندم ثانيه واحده .

وحولت بصرها نحو شاشه الحاسوب المشعه ، باحثه بين سجلات المرضي في ترقب شديد من "ليلي" ، حتي عادت اليها من جديد بإجابتها المنتظره :

- ايوه فاتن عبد الرحمن..هي موجوده في اوضه 102 الدور الرابع .

هرولت من امامها في لمح البصر ، وركضت نحو الدرج حتي انها لم تنتبه من اتباع "سيف" لها.. لم تنتبه لأي شئ البته ، جالت تبحث بعينيها فاحصه ترتيب الغرف والأرقام المعلقه عليها ، اوقفت احدي العاملات و سألتها بوجهٍ ضربه اصفرارٍ مُقلق :

- لو سمحتي هي اوضه 102 فين بالظبط ؟

التفتت السيده واشارت بذراعها الممتد ، مجيبه :

- اخر الممر ده يمين .

اسرعت "ليلي" متبعه ارشادها ، وصلت الي المنعطف المنشود .. توقفت لبرهه تطالع "امين" المستند علي الحائط خلفه بإحباطٍ غلفه ، و "ساميه" التي تهادت علي احدي المقاعد مسنده رأسها علي كفيها وقد طفرت الكآبه علي معالمها..
انقبض قلبها لرؤيتهم علي تلك الهيئه التي لا تبشر بالخير مطلقاً ، اذاً والدتها بخطرٍ يحدق بها حقاً..
اسرعت نحوه.. اعتدل "أمين" فور رؤيتها كما نهضت "ساميه" بدورها ، وتوجهت "ليلي" بالقول اليه :

- اونكل امين ايه اللي حصل ؟

قطب "أمين" حاجبيه بتفاجؤ ، وتساءل :

- ليلي ؟؟ انتي عرفتي ازاي ؟

تجاوزت "ليلي" سؤاله تماماً ، و تساءلت بأعصابٍ مشدوده :

- ماما مالها يا اونكل ؟

نظر "أمين" نحو "ساميه" تالياً وقال لائماً بعد تخمين صائب منه :

- بردو قولتلها ؟!!

طأطأت "ساميه" رأسها بخزي بعد ان اطاحت بتنبيهاته عرض الحائط اذ حذرها من مهاتفتها ، وقالت بتبريرٍ ، مشوشه :

- كنت عايزني اعمل ايه مكانش ينفع اخبي .. اعصابي خانتني . وبعدين كانت هترجع البيت وهتعرف.

حملقت "ليلي" فيهم بغير استيعابٍ ، واندفعت بعصبيه :

- هعرف ايه حد يتكلم انا مبقاش فيا اعصاب !

قبض "أمين" علي ذراعها ومسد عليه ليطمئنها ، وقال ليهدئ من حده انفعالها :

- ماما كويسه يا حبيبتي ودلوقتي الدكتور يخرج ويطمنا بنفسه .

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن