١

7.1K 80 0
                                    

اسفل السماء الصافيه المزينه بغيومها .. تزينت تلك الحديقه الغناء بزهور بيضاء متفتحه ، حتي هي كانت كالزهره البيضاء المتفتحه بفستان زفافها الرقيق وحذائها العالي الامع التي خطت به اعلي فروع الورد المتناثرت في مشهد خلاب كطريق لها اتبعته..

دلفت من تلك البوابه المكونه من الزهور البيضاء بتلقائيه وكآنها تعلم وجهتها.

امسكت يدها فجآه يد اخري ، فرفعت وجهها اليه ، لتتسع ابتسامتها الرقيقه متشبثه بذراعه ، هاتفه :

- بابا !

ربت والدها المرتدي حُله منمقه علي وجهها بحنو وابتسامه لطيفه ، فتبطآت هي بذراعه اكثر ليسير معها بهدوء شديد..

كان يمينها وشمالها ممتلئ بحشد في صفوف منتظمه.. حتي وصلت الي ذلك الشخص الذي ينتظرها في نهايه المطاف.

دققت النظر بملامحه اكثر ، ففشلت في التعرف عليه ..وجهه مموه وكآنه ممسوح..ولكنه لا شك بآنه في كامل اناقته فظهر وكآنه ينتي الي فئه النبلاء.

وصلت اليه حيث تناول يدها من يد والدها و تقدم بها الي الآمام قليلاً..
الصمت حولها قاتلاً لا يتناغم مع عُرس بهذه المثاليه..

فاقت من وصله تآملها حينما تمتم الغريب واقفاً امامها مباشرة :

- استنيتك كتير.

ابتسمت في لطف ، ثم نظرت الي والدها الذي استدار وابتعد بخطوات متزنه بعدما منحها ابتسامه وديعه .

- بابا !!

رددت في خفوت ، استمر في سيره فحملت فستانها راكضه خلفه في هلع صائحه :

- بابا ؟!! باباااا !!

وقفت حينما احاطت بوالدها هاله من الدخان احتواه تماما ليبتلعه من امام عينيها .. شاهدت المشهد بزعر شديد ولا تعلم هل هذا الدخان صادراً من آثر والدها  الآن ؟ ولكنها تجزم ان الدخان المتصاعد امام عينيها الآن لا ينتمي للدخان الذي اخفي والدها .
اخفضت عينيها لتري النيران الملتهبه تنشب بآطراف فستانها لتنتشر سريها فيتآكل الفستان بسرعه لم يتبقي منه سوي قطع سوداء محترقه.

صرخت عاليا لعل احد يغيثها ، ولكن المدعوين كالآصنام.. فقط يشاهدوها ولا يعينوها بشئ..!!

صرخت حتي انقطعت احبالها الصوتيه .. لتعود شاهقه آثر ذلك الحُلم الذي راودها ..

جالت بعينيها الناعستين وهي ساكنه حولها ، تلك هي غرفتها ومازالت راقده في فراشها..
مدت يدها ملتقطه ساعه المنبه فرآت ان الساعه لم تتجاوز السادسه صباحاً.

سقطت يدها الممسكه بالساعه بوهن الي جوارها واغمضت عينيها فهي لم تحظي بنوم هادئ منذ ليله امس .. !!

يوم جديد حل عليهم ، تستقبل تلك المرآه يومها بشروق الشمس فى منزلها البسيط ، لتفتح نوافذ المنزل فيغمر ضوء الشمس ارجائه ثم هتفت بإسم ابنتها من موقعها :

- ياليلى ... ياليلى اصحى بقى الساعه بقت سبعه ونص !

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن