صرخت بزعر فأسرع "سيف" ليسكتها :
- بــس . بس في ايه اهدي يا بنتي.
تشبثت كطفله تحتمي خلف جسد أبيها من بطش الأخرين ، ثبتت أعينهم علي فوهه السلاح الممتده والمصوبه تماماً عليهم ..تُشكل تهديداً حقيقياً .
- انتوا مين ؟نطق حامل البندقيه بصوتٍ أجش ، كاد "سيف" أن يبادر مفسراً :
- احنا كنا ..
اندفع فتي بدين تابعاً لحامل البندقيه ، يقف خلفه علي مقربةٍ منه وقد تدثر بملابس تشبه حامل البندقيه ، ملابس صيدٍ معروفه ..
- دول اكيد حراميه .
يتمتم كالوسواس المترنن بأذنه ، فيأمره الأخير تأثراً بتحليل الفتي العشوائي .
- كتفهم يا مصطفي .
تقدم خطوه واحده للتنفيذ ، ما ان تحرك حتي تجمد مره اخري بسبب انفعال "سيف" المباغت بصيغه تهديديه جاده :
- يكتف مين انت اهبل ؟ اياك حد يقرب مني او منها .
اخفاها خلفه بحركهٍ عفوية ، يواريها خلف درع حمايته المطلقه نحوها تحسباً لأي طارئ ، ظهر صوت "ليلي" الهادئ هنا مؤكداً :
- احنا مش حراميه .
لم تتنازل يد الرجل عن تمسكها بالسلاح حتي الأن ، يصوبه نحوهم بإصرارٍ عنيد ..
- اومال طالعتولنا منين وبتعملوا ايه هنا ؟ انطقوا والا وحياة عيالي لهنش كل واحد فيكوا رصاصه وارميه في المايه للسمك ومش هيبقي ليه ديه .
"سيف" متململاً بضيقٍ :
- يا عم هو ده منظر حراميه يعني ؟ احنا كنا بايتين تحت في الكابينه من امبارح .
تزحزحت فوهه السلاح عن موقها وتدنت قليلاً للأسفل بينماً يوزع نظراته الثاقبه بينهما ، وقال بشكٍ بَينّ ونبره ذات مغزي :
- و انت كنت بتعمل ايه انت وهي تحت ؟
ساد صمتٍ للحظاتٍ رُفع بها السلاح مره اخري بإعتدالٍ ، فالتفسير البديهي الذي اجتاح عقله اسوأ من ظنونه الأولي ..بل اخطر واعنف .
اغمض "سيف" عيناه وتمتم مستشفاً ما يدور برأس الأخر :
- لأ مش اللي في دماغك ده خااالص .فتح عيناه ليطالعه من جديد ، ضيق الرجل جفنيه وكأنه يدقق النظر بنواياهم الكامنه بداخلهم ، لم يحظي عليه إدعاء الدخيل ، لذا قال "سيف" بثبات :
- لا انت فهمت ايه دي مراتي .
رفعت "ليلي" عينيها فوراً نحوه ، جف حلقها في اللحظه ذاتها بينما تقول بخفاته ونبره اقرب للهمس لم يسمعها سواه :
- مرات مين ؟!
- هششش .. اسكتها "سيف" بحده جامده لا تقبل التعارض مع اي فعلٍ يسلكُه في ظِل ما يحدث .
