هرولت "ليلي" نحو امها جاسيه علي ركبتيها ورفعتها عن الأرض ، تفحصت حالتها وعلامات الزعر علي وجهها المكفهر :- ماما !! ماما مالك ؟
لم ترد ، حيث سيطر عليها دوار افقدها الوعي بشكل جزئي ، اسرعت "ليلي" قائله وهي تحاول رفعها عن الأرض :
- ريهام افتحي العربيه بسرعه المفاتيح عندك جوه .
- انا كويسه يا ليلي متقلقيش.
صدر صوت "فاتن" الخفيض والمرهق ، لتصم "ليلي" اذنيها عنها وقالت بإصرار الي "ريهام" المرتجفه :
- يالا ياريهام اسبقيني بسرعه علي العربيه نوديها للدكتور.
انتفضت "فاتن" بخوف مسرعه :
- دكتور ايه ؟ مفيش داعي للدكتور متخافيش يا ليلي انا كويسه.
- كويسه ازاي وانتي واقعه وبالشكل ده ؟
- انا دوخت دوخه بسيطه يا ليلي.. انا بس عشان مكالتش طول اليوم.
اختلقت كذبه سريعه فصدقتها "ليلي" دون اطاله تفكير ، التي اندفعت بإنفعال :
- ده كلام يا ماما ! معقوله اللي بتعمليه ده ؟
تمسكت "فاتن" بيدها لتنهض عن الأرض حتي وقفت علي قدميها المرتجفتين ولكنهما تواريان اسفل منامه طويله ، وقالت بإبتسامه تواري خلفها هزلها ، وربتت علي يد ابنتها الملتف حول كتفها :
- حبيبتي انا بخير اهو حتي شوفي..
طالعتها "ليلي" بعدم تصديق فقالت "فاتن" تشتتهن عنها :
- معلش يا بنات خضيتكم عالفاضي.
تدخلت "ريهام" هنا بقلق حقيقي :
- يا طنط ليلي معاها حق نروح لدكتور يطمنا عليكي احسن.
- مفيش داعي ياريهام انا كويسه.. اقعدوا علي السفره يالا وانا هاخد دوايا واجي و الم الطبق اللي اتكسر ده .
تركتهم قبل سماع اي تعليق منهم ، هزت "ريهام" رأسها بعدم ارتياح وعلقت :
- طنط عنيده اوي ده انا اعصابي باظت .
زفت "ليلي" بغضب واضعه يدها بخصرها بإحتجاج :
- مش عارفه اعمل معاها ايه !!!!.!!!!
_______________________________
في الصباح التالي جلس ثلاثتهم حول الطاوله المعهوده فقد اصبحت مقر تجمعهم في الأونه الاخيره ، لم يروق "سيف" هذا التجمع في بادئ الأمر حتي اعتاد عليه بفضل ابن عمه حتي وان قلت تعليقاته او مشاركته معهم فهو الصامت في اغلب الوقت .. لم يكن هو الصامت الوحيد فهو لم يري "ليلي" تتشارك معهم كثيراً ، هي من النوع الهادئ في التجمعات علي الأغلب .. او هكذا ظن ، ولكنه اصبح يعتاد لقياها حتي وان انكر ذلك.. بل اصبح لا يشكل ازعاجاً له.