صف الصحون بعنايه اعلي المائده ، جلس وشرع في تناول وجبة الفطور عالمعتاد وحده فقطعه رنين الجرس ، نظر في ساعه الحائط المعلقه بإقتضاب حيث اشارت عقاربها علي السابعه صباحاً.
نهض ليفتح في النهايه ، فوجدها خلف الباب تبتسم بنعومه ، إستقبلها بإشراق وهو يحتويها بين ذراعيه بأبوه :- حبيبتي.
انفصلت عنه بعد ثوانٍ وهي تسأله بقلق :
- صحيتك من النوم ؟
- انتي عارفه اني بصحي من بدري.. اتفضلي يا لولو تعالي.
دلف لتغلق هي الباب وتتبعه للداخل ، فقالت وهي تلحقه بهدوء نحو المائده :
- قولت اعدي عليك قبل ما اروح الجامعه.
- كويس عشان تفطري معايا .
جلست قبالته تفصلهم المائده الصغيره المتواضعه ، بينما دفع هو الصحون نحوها بلطف .
- لأ انا فطرت في البيت.
نهض "أمين" ابوها الروحي و جارهم قائلا بنبره لا تقبل النقاش واسرع محبطاً اي محاوله منها للإعتراض :
- يبقي هتشربي حاجه.. ثواني وجايلك.
جلست وحيده لثوانٍ ، تجول بعينيها في أركان المكان الذي حفظته عن ظهر قلب ، تتأمل الصور المصفوفه في احدي الأركان البارزه اعلي طاوله من الخشب المصقول المرتفعه ، اقتصرت الصور عليه وبعض افراد عائلته الراحلون ، وقد امتنت حقاً لوجود صور لها في جميع مراحل عمرهاً وصوره تجمعها به في حفل تخرجها من المرحله الثانويه وقد رتب هو حينها ذلك الحفل المتواضع احتفالا بها..
اطلقت تنهيده قصيره بينما تصاعد صوت ارتطام الملعقه داخل الكوب الزجاجي وهو ينضم اليها مجددا حاملاً كوباً ساخناً من الشاي..- انا كنت بعمل شاي واظاهر كده انه كان من نصيبك انتي.
وضعه امامها واستدار ليجلس كما كان ، لاحظ تعبيرها الشبه مشمئز محاوله صنع ابتسامه متكلفه علي وجهها المنزعج ، فضرب كفه بجبينه قائلاً :
- اااه انا أسف ياليلي نسيت موضوع الشاي ده خااالص.
سحب الكوب من امامها نحوه وقال :
- يبقي خلاص من نصيبي انا ..هقوم اعملك قهوه حالا.
- لأ خليك انا مش عايزه حاجه انا خمس دقايق وهمشي.
استوقفته قبل ان ينهض ، انتبه "أمين" لعبس وجهها و ضيق حالها الواضح ، فسأل بإهتمام :
- ايه مالك ؟ طالما سكتي وحطيتي راسك في الارض يبقي عايزه تقولي حاجه مش كده ؟
زفرت "ليلي" الهواء بهدوء ، فقالت علي استحياء وهي تحرك اصابعها اعلي المائده امامها :
- انت عارف ان انت الوحيد اللي برتاح في الكلام معاه.
اطلق تنهيده حاره وقال بلؤم فقد اوقع بها :