(16)

854 17 0
                                    

كانت ممدده علي الفراش يتملكها احباط عاتي وخيبه امل متناهيه ، احكمت الغطاء علي نفسها واغمضت عينيها سريعاً بتظاهر حينما انفتح الباب بشكل مفاجئ..
دلفت "فاتن" بتردد وكادت ان تتراجع اكثر من مره ، ولكنها تحاملت وقالت في النهايه بعبس :

- ليلي انتي صاحيه ؟

سحبت "ليلي" نفساً عميقاً و استدارت نحوها ..
- خير يا ماما في حاجه ؟

- هي الرحله اللي ريهام قالت عليها دي هتطلع امتي ؟

تحركت "فاتن" نحو الفراش ، بينما اعتدلت "ليلي" وجلست بدورها ، ثم اجابتها بغرابه :

- المفروض الاسبوع ده ! 

عضت "فاتن" علي شفتيها واومأت مهمهمه بتفهم ثم قالت :

- عايزه اي وقت اتصل بيكي تردي عليا ومتقلقنيش عليكي وانتي هناك سامعه ؟

كادت تنهض فأوقفتها "ليلي" بعدما دبت بداخلها رجفه اطاحت بالعبوس كلياً :

- تقصدي ايه ؟

تنهدت "فاتن" وقالت :
- حضري شنطتك من بكره لو عايزه بس تطمنيني عليكي كل يوم اتفقنا ؟

- بجد ؟

هتفت "ليلي" بعدم تصديق وقد شعرت بجسدها وكأنه يتحول الي قطعه ثلج بارده ، وقالت بتشكك :

- انتي وافقتي بجد ؟

ابتسمت "فاتن" بحنو وقالت رابطه علي وجهها البارد :

- مقدرش اسيب بنتي حبيبتي زعلانه خصوصا وانا عارفه ان نفسها تسافر من زمان .

صاحت "ليلي" مندفعه نحو امها و احتضنتها بقوه قائله بسعاده عارمه :

- متشكره اوي يا ماما ربنا يخليكي ليا .

ملأت "فاتن" انفاسها برائحتها المحببه الي قلبها وكأن ابنتها سحبت رائحه زهور العالم ووضعتها بجسدها.. وتمتمت:

- حبيبتي.

ابتعدت "ليلي" عنها والابتسامه تملأ وجهها ، قبلت "فاتن" وجنتها قبل ان تنهض عن الفراش :

- هسيبك عشان تنامي دلوقتي.

ما ان خرجت "فاتن" من الغرفه حتي انتفضت "ليلي" قافزه علي الأرض بسعاده لم تراودها منذ فتره طويله..
قفزت علي الفراش مره اخري وسحبت هاتفها لتجري ذلك الاتصال سريعا ، وما ان اجابت صديقتها حتي صاحت "ليلي بسعاده لتنبأها بخبر قدومها الغير متوقع :

- ريهام..!!!.!!

__________________

تحرك "سيف" بتباطأ نحو الباب ، فتحه ليجد "سامح" خلفه و الذي قال بجمود :

- نموسيتك كحلي.

تحرك "سيف" نحو المطبخ المكشوف ليصب لنفسه كوب من الماء ، جلس "سامح" علي احدي المقاعد خلف الطاوله الرخاميه الطويله متأملاً شعر "سيف" الاشعث وعيناه الشبه الناعستين حتي نصف جسده العاري و قال :

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن