صبت الفتاه الشابه الشاي لهم في تهذب ثم انسرفت بعدما تشكرها سيدها اذ فضلوا تناول الشاي في حديقه المنزل الخلفيه ، مدت "فريده" يدها لتتناول فنجان الشاي من علي الطاوله امامها ثم رفعته الي فمها ترتشف منه بهدوء ، نظرت نحو زوجها وسألته لغرض محدد برأسها :
- انت مش ناوي ترجع شغلك ؟
ابتسم "شريف" وهو ينزل فنجان الشاي عن فمه وقال باسماً :
- لحقتي تزهقي مني ؟
- اكيد لأ.. بس متعودتش تغيب عن شغلك كل ده.
سحب "شريف" نفساً عميقاً وقال بجديه :
- ولا انا بس حسيت اني كان لازم اخد اجازه حتي معرفش ايه اخبار الشركه ولا ماشيه ازاي عشان كده بقول انزل انهارده.
- ايوه انا بقول كده برضو.
ردت بحماس طفيف لمع بعينيها المتأهبه وكأنها انتظرت قراره هذا بفارغ الصبر ، بينما طالعها هو بغرابه وسألها بنظرات شك لما اجتاحها من حماس غير معتاد :
- متأكده يا فريده انك مش مخبيه عني حاجه ؟
شتت "فريده" عيناها عنه وقالت بتغبط رافعه شعرها المموج وراء اذنها :
- لأ وهخبي عليك ايه يعني يا شريف انت عارف اني بقولك كل حاجه .
ضيق عيناه رامياً ايها بنظرات شك وعدم راحه وتمتم في النهايه :
- اتمني.
____________________________
تأكدت "ليلي" من انها ضبت كامل اغراضها الهامه وما يكفيها لقضاء مده السفر في الحقيبه الكبيره الهامده اعلي الفراش ، بينما قالت "فاتن" الواقفه بجوارها :
- اتأكدتي ان كل حاجه هتحتاجيها معاكي يا ليلي ؟
- ايوه كل حاجه دي المره التالته اللي بتأكد فيها من حاجتي .. هقفل الشنطه علي كده.
انحنت "ليلي" وسحبت سحابه الحقيبه واحكمت اغلاقها ثم سحبتها بعناء لتحركها نحو الارض ..
- هتروحي مع ريهام؟
- ايوه هعدي عليها بتاكسي وهنروح سوي بس قبلها هعدي علي اونكل امين .
اومأت "فاتن" بتفهم ثم تنهدت تقاوم ذلك القلق النابع عن غريزتها الطبيعيه الا وهي الأمومه المطلقه نحو ابنتها وبدأت في فرض التوصيات الازمه ..
- ليلي خدي بالك من نفسك ومتناميش بهدوم خفيفه زي عادتك لتاخدي برد .
اومأت "ليلي" وقالت وهي تسحب الحقيبه خلفها :
- حاضر يا ماما .
- و متكلميش هناك ناس اغراب وخلي بالك اوي ومتسيبيش ريهام.
كانت "ليلي" قد وصلت للخارج بينما تتبعها امها لتلقي عليها كل الارشادات الوارده بزهنها وان لم تكن بحاجه الي سماعها..
