(17)

1K 18 0
                                    

صبت الفتاه الشابه الشاي لهم في تهذب ثم انسرفت بعدما تشكرها سيدها اذ فضلوا تناول الشاي في حديقه المنزل الخلفيه ، مدت "فريده" يدها لتتناول فنجان الشاي من علي الطاوله امامها ثم رفعته الي فمها ترتشف منه بهدوء ، نظرت نحو زوجها وسألته لغرض محدد برأسها :

- انت مش ناوي ترجع شغلك ؟

ابتسم "شريف" وهو ينزل فنجان الشاي عن فمه وقال باسماً :

- لحقتي تزهقي مني ؟

- اكيد لأ.. بس متعودتش تغيب عن شغلك كل ده.

سحب "شريف" نفساً عميقاً وقال بجديه :

- ولا انا بس حسيت اني كان لازم اخد اجازه حتي معرفش ايه اخبار الشركه ولا ماشيه ازاي عشان كده بقول انزل انهارده.

- ايوه انا بقول كده برضو.

ردت بحماس طفيف لمع بعينيها المتأهبه وكأنها انتظرت قراره هذا بفارغ الصبر ، بينما طالعها هو بغرابه وسألها بنظرات شك لما اجتاحها من حماس غير معتاد :

- متأكده يا فريده انك مش مخبيه عني حاجه ؟

شتت "فريده" عيناها عنه وقالت بتغبط رافعه شعرها المموج وراء اذنها :

- لأ وهخبي عليك ايه يعني يا شريف انت عارف اني بقولك كل حاجه .

ضيق عيناه رامياً ايها بنظرات شك وعدم راحه وتمتم في النهايه :

- اتمني.

____________________________

تأكدت "ليلي" من انها ضبت كامل اغراضها الهامه وما يكفيها لقضاء مده السفر في الحقيبه الكبيره الهامده اعلي الفراش ، بينما قالت "فاتن" الواقفه بجوارها :

- اتأكدتي ان كل حاجه هتحتاجيها معاكي يا ليلي ؟

- ايوه كل حاجه دي المره التالته اللي بتأكد فيها من حاجتي .. هقفل الشنطه علي كده.

انحنت "ليلي" وسحبت سحابه الحقيبه واحكمت اغلاقها ثم سحبتها بعناء لتحركها نحو الارض ..

- هتروحي مع ريهام؟

- ايوه هعدي عليها بتاكسي وهنروح سوي بس قبلها هعدي علي اونكل امين .

اومأت "فاتن" بتفهم ثم تنهدت تقاوم ذلك القلق النابع عن غريزتها الطبيعيه الا وهي الأمومه المطلقه نحو ابنتها وبدأت في فرض التوصيات الازمه ..

- ليلي خدي بالك من نفسك ومتناميش بهدوم خفيفه زي عادتك لتاخدي برد .

اومأت "ليلي" وقالت وهي تسحب الحقيبه خلفها :

- حاضر يا ماما .

- و متكلميش هناك ناس اغراب وخلي بالك اوي ومتسيبيش ريهام.

كانت "ليلي" قد وصلت للخارج بينما تتبعها امها لتلقي عليها كل الارشادات الوارده بزهنها وان لم تكن بحاجه الي سماعها..

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن