سحبت المقبض برويه لتفتح الباب ملبيه نداءه ، اطلت "ليلي" بوجهها المشرق خلفه ، ينطق بكم اشتياقها لأمها بينما الإبتسامه الواسعه تنبلج علي وجهها .
- ليلي !!! .. صاحت "فاتن" بتفاجؤ ، تهللت اساريرها عند رؤيه وجه ابنتها الحبيبه ، فتحت ذرعيها مندفعه نحوها واشبعت اشتياقها في ضمه قويه ..- يا حبيبتي يابنتي.. حمد الله علي السلامه يانور عيني.
ملأت "ليلي" صدرها برائحه امها الدافئه ، ازداد العناق حراره وقوه حتي انهته "ليلي" مؤقتاً بإبتعادها عنها قليلاً ..
- وحشتيني اوي اوي اوووي .
كوبت "فاتن" وجهها بينما تطالعها بحب يفيض من عينيها البراقتين :
- وانتي كمان يا حبيبتي الف حمد الله علي السلامه الحمد لله انك جيتي.
اختفت ابتسامه "ليلي" شاعره برجفه تسيطر علي ثبات يد والدتها فوق وجهها ، رفعت "ليلي" يدها ملتقطه يد امها وانزلتها عن وجهها ، ضغطت عليها بحنان متفحصه حالتها ، تطلعت مطولاً في وجهها مدققه النظر في جلدها الشاحب و معالمها التي انهكها الإرهاق .
- ماما انتي كويسه ؟سحبت "فاتن" يدها ببطء مرتبك من يد ابنتها ، وقالت مغالبه شعور التعب لتظهر بطبيعيه امام ابنتها :
- اه.. اه طبعا كويسه وزي الجن كمان.
رمقتها "ليلي" بتشكك مصحوب بقلق ، حمحمت "فاتن" متملصه من الحوار ،وقالت بإبتسامه متوتره :
- اومال مقولتيش ليه انك هتيجي انهارده ؟
ملأ الشك والتساؤل نظرات "ليلي" ، فقالت :
- كنت فكراكي عارفه معاد رجوعي.
"فاتن" متذكره بتخبط:
- اه ااه فعلا انا كنت عارفه ..بس ..بس نسيت.
نطق وجه "ليلي" بالغرابه فقد ساورها شكٍ مبطن :
- مالك يا ماما ؟
اسرعت "فاتن" تشدها للداخل خلفها بعد ان اغلقت الباب :
- يعني هيكون مالي يا حبيبتي ؟! تعالي تعالي معايا ..
اجلستها "فاتن" علي الاريكه ثم جلست جوارها وقالت بإبتسامه حماسيه لتشتتها عنها :
- احكيلي عملتي ايه في السفر اكيد انبسطي .
اومأت "ليلي" بشرود ، ذهب عقلها الي والدتها.. تراها علي حاله لم تعهدها بها من قبل ، شاحبه كمن هربت من وجهها الألوان واختفي أثر الحياه ، استوطنت هالات داكنه اسفل عينيها الزابلتين تغلفهما بشكلٍ مقلق ومن الملحوظ انها فقدت القليل من وزنها.
- انبسطت.
- طب احكيلي التفاصيل.. ولا اقولك انا هقوم الأول اعملك حاجه تاكليها اكيد واقعه من الجوع وبعدين هتحكيلي كل حاجه بالتفصيل.
