(25)

801 20 4
                                    

ارتعدت "ليلي" وتجمدت تماماً فور هتافه الخشن ، لم يترك "سيف" مجالاً لها لتستعيد وعيها إثر الصدمه حيث التقط يدها وشدها خلفه من فوره ..
التفتت "ليلي" بينما تركض للأمام فشاهدت الفتاه الأسيره تعض يد مكبلها وانفلتت من بين يديه ثم شقت الطريق هاربه ، كاد البعض ان يلحقها فصاح المصاب بغضبٍ عاصف ممسكاً برأسه الذي يقطر دماً :

- سيبكوا منها وهاتولي ولاد الـ*** دول .

لاذت الفتاه بالفرار و نجت بإعجوبه ظنت انها مستحيله قبل مجئ منقذيها ، ستظل ممنونه حقاً لوجودهم حتي لو لم تتحدث معهم او تتشركهم وجهًا لوجه .. فكُلٍ منهما فر بجهه مخالفه للأخر ..

تعرقلت حركه "ليلي" كثيراً بسبب نعل حذائها الغير موفق تماماً في الركض ، لولا سرعه "سيف" الجاذبه لها خلفها لكانت اسيره بين براثنهم الآن لا محال ..
وصلان الي منحدرٍ أشبه بسورٍ عالي فقزه "سيف" اولاً برشاقهٍ ، مد يديه لها فلم تتحرك ، بل جلست ماده ساقيها للأسفل نحوه وقالت بإنهاكٍ مشيره نحو قدميها :

- الجذمه !

طالع الحذاء ضاماً حاجبيه بغير استيعابٍ ثم رفع عينيه اليها ، فقالت بسرعهٍ ناظره خلفها بقلقٍ :

- مش قادره اجري بيها لازم ا..

انحنت لخلعها فسبقتها يد "سيف" اللذي سحبها من قدميها بلحظهٍ واحده وسرعهٍ ادهشتها ، في اللحظه التاليه مد ذراعيه نحوها حاملاً خصرها لتهبط علي الأرض ثم واصلوا الركض باحثين عن ملجأ مناسب .
لا يوجد سوي القوارب المصطفه علي يمينهم بينما طريق شاهق امامهم ، لذا سحبها "سيف" نحو إحدي القوارب وصعدوا علي متنها مختبئين خلف جدرانها قبل ظهور مطارديهم  ..
سرعان ما صعد صوت الرجال الحاد وانتشروا علي الطريق بالقرب منهم ، تشبثت "ليلي" بذراعه هامسه بقلقٍ :

- هيشوفنا  .

ضغط "سيف" علي يدها بحنانٍ حازم ليهدئ من روعها وقال بخفاته :

- بس اهدي . لو كملنا جري هيشوفونا فعلا ومش هنقدر عليهم .

فحص "سيف" المركب حوله فسحبها برويهٍ متسللاً للداخل ، غرقت الغرفه الملحقه بها ف ظلامٍ يتخلله ضوء خارجي ، فقال "سيف" بهدوءٍ :

- هنتداري هنا لحد ما يمشوا .

لم ترد .. بل التزمت صمتٍ تام ،صدر ضجيحاً بالخارج فإلتقط "سيف" يدها و شدها الي احدي الزوايه الضيقه متواريين خلفها ، فهمس لها "سيف" محذراً :

- هششش.

كان حذر "سيف" صادقاً حيث اقتحم احدهم المكان باحثاً بعيناه عنهم في ارجاءه ..
لم يتبقي اعصاب بها ..اغمضت عينيها بقوهٍ متشبثه بقميصه القطني بيدٍ احتلتها البروده ، ظلوا علي هذا الوضح للحظاتٍ بينما يختلث "سيف" النظر بحذرٍ الي الدخيل حتي خرج خائباً واستمعوا الي صياح بعيد قوي :

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن