- ايه الأخبار ؟
- طمنا عليها يادكتور من فضلك ؟
تفرق الكلام بين شفاههم في لهفهٍ ، تماسكت "ليلي" بمشقه بعد ان تلفت اعصابها تماماً وصارت علي حافه الإنهيار دون ان تنبس بحرفٍ ..
أخفض الطبيب قناعه الطبي عن أنفه وفمه لتظهر إبتسامته المجهده والمصحوبه لتصبُب عرقٍ خفيف فوق جبينه ..- متقلقوش كده يا جماعه. الحمد لله العمليه نجحت.
- الحمد لله !
- الف حمد وشكر ليك يارب !
كانت تلك الكلمات المهلله التي سمعتها "ليلي" تخرج من فمهم علي منوالٍ متكرر ، أطبقت جفنيها وسمحت لدفعه من الدموع أن تسقط بقوه وتغشّي عينيها ، رفضت قدميها حملها وكأنما تسحب قوتها المؤقته منها بعد أن أدت غرضها ، فمالت للخلف قليلاً ضامه يدها نحو صدرها المضطرب..
- ليلي !! .. صاحت "ريهام" بخوفٍ ، سبقتهم "ساميه" بدورها قابضه علي كتفيها من الخلف حيث كانت الأقرب لها ..
- اسم الله عليكي يا حبيبتي . تعالي يا نور عيني اقعدي.
أجلستها فوق مقعد معدني صلب ، جلست "ليلي " بإستسلامٍ ، بينما تلملم شتاتّ نفسها الممزقه..
إجتمعوا حولها .. كما أطلّ الطبيب من بينهم متسائلاً بإهتمام ، متأهباً للتدخل الطبي إذا إستلزم الأمر :- انتي كويسه يا أنسه ؟
دقات قلبها القويه المتلاحقه منعتها من إصدار اي صوت ، فإكتفت بإيماءه صغيره تكفي لإطمئنانه ، تنفس الطبيب بإرتياحٍ وقال مبشراً :
- الحمد لله .. انا قولتلكم من الأول ان نسبه الخطر مش عاليه زي ما انتوا كنتوا فاكرين و الحاله نفسها مكانتش خطر والاستئصال كان سهل لأنه كان لسا في الأول و متمكنش منها.
تدخل "أمين" بسعاده حماسيه ، واضعاً يده بأبويه فوق كتف "ليلي" الجالسه أسفله ولم يحيد ناظريه عن الطبيب :
- نقدر نشوفها امتي ؟
"الطبيب" : مش قبل بكره لما تفوق إن شاء الله .
بادرت "ساميه" في سرعهٍ ، آمله :
- و نقدر ناخدها ؟
انفرج وجه الطبيب بإبتسامهٍ عريضه ، وقال متفكهاً :
- انتي فكراها عمليه اللِوَز ! مش قبل ما نطمن ونسمحلها بخروج . انتي فاكره كده الحكايه خلصت . لسا فيه متابعه وعلاج وحكايه طويله.
هز "أمين" رأسه علي الجانبين بقوهٍ ، وقال بإمتنانٍ :
- مش مهم . المهم انها بخير.
ربت الطبيب علي ذراع "أمين" بودٍ ، وقال بوداعه :
- الحمد لله. اشكروا ربنا.
وقال تالياً مشيراً إلي "ليلي" بعينيه ، تحسباً لأي طارئ نظراً لعدم توازنها هذا :
- لو حصل أي حاجه للأنسه إبتعتولي.