ثلاثة أيام ..ثلاثة أيام كاملة مضت ولم يتلقي أي أخبارٍ عنه ..أو عن نبأ موته الحتمي كما ترقب ، فلم يٌثبت له بعد وفاته المنية
خشّي الإقتراب من محيطه او إرسال إحدي جواسيسة داخل دائره عائلته للتلصص حتي ، فحذراً من الظهور في إطار الحدث الإجرامي هذا فضل الإبتعاد لوقتٍ تلافياً للشبهات ، حتي طفح الكيل به ونفذ صبره ، لذا أصدر أمراً للشخص ذاته ومن تكلف بمهمه قتل عدوه _ ومن بدوره أرسل أجيراً للتنفيذ الفعلي _ ووكله بالتلصص خفاءاً لجلب الخبر النهائي..
- عايش !! يعني ايه عااااايش ؟! .. هكذا صاح عبر الهاتف بجنونٍ تام
إحتقن وجهه بحمرة خطيره وهو يتابع بصوته الجهوري :
- انت مش بتقول الزفت اللي انت بعته ده اتأكد انه مات لما سابه ؟
تفاقم غضبه واحتدم بشكلٍ ارعد "حسين" الملازم له منذ الصباح وحتي الظهيره هكذا..
إستأنف "هشام" محادثته ضاغطاً علي الهاتف بقبضة فولازيه فكاد يٌسحق بين أصابعه وهو ينفعل بصوتٍ كحد السكين :
- يعني ايه بيقول انه كان سايبه سايح في دمه بس وهرب وملحقش يتأكد ! ده انا اطربقها علي دماغك ودماغ اللي خلفوكم ... يعني ايه هتخليه يكرر العمليه تاني ؟! بعد ايه يا غبي ماهو اكيد عمل احتياطاته وخد باله والعيون بقت مفتحه . انت ناسي ابوه مين ؟! ... حسابك معايا بعدين.
وصرخ بعصبية كادت أن تشق حنجرته :
- اقفل يا غـــبـــي.
جمد صياحه المٌريع الدماء بعروق "حسين" ، و صدرت عنه إنتفاضه فور إنتهائه ، وسأله بتوجسٍ فزع وإن خمن مفاد المحادثه السالفة :
- في ايه ؟
اطاح "هشام" بالهاتف أرضاً أسفل قدميه ، ارتد "حسين" خطوه للخلف تزامناً مع صوت تهشم الهاتف الذي صدع بالغرفه..
- نفد منها ابن الـ××× !.. بغلظةٍ اطلق تلك السبّة الفظة
إندهش "حسين" لسماع ذلك النبأ وما هبط علي مسامعه كقطعه ثلجٍ بارده اراحت نفسه الوجله..
- عايش ! .. الحمد لله .
وسحب انفاسه بعد ان حبسها طويلاً ، وسأل مره أخري بصوتٍ لازال يكنف نزعة قلق :
- هو كويس ؟
كز "هشام" على أسنانها بغلٍ بيّن ، ونطق بلهجة سوداوية :
- بسبع اروح ابن الـ××××××
إزداد لهيب حقدة إضراماً الأن ، عقد "حسين" حاجبيه بشدة معلقاً بشئ من الإستنكار :
- ومالك متعصب كده . ده بدل ما تحمد ربنا .
كان وجه "هشام" المحتقن بدماءٍ قاتمه نذير شرٍ خطير ، وما دفع بـ"حسين" لإخماده ثورانه وإستمالته بكلماتٍ استجدائيه راح يسبغها عليه كي يردعه عن نيتة الجلية :