أجفل "سامح" من فرط زعرها الغير مبرر بالمره ، فأسرع ليهدئ من قسماتها الفزعه تلك..
- مالك إتخضيتي كده ليه ؟
إنتبهت لإندفاعها البالغ ، و أرخت تعابيرها بعض الشئ دون يتلاشي عبسها..
غمغم "سامح" موضحاً :
- هو تعبان شويه بس.
حمحمت "ليلي" لتنظف حنجرتها بعد أن تحشرجت قليلاً ، و تساءلت محدقه بإهتمامٍ تواري خلف سِتارهِ لهفهٍ تكنفها لوعتها ..
- حصل ايه ؟
إبتسم "سامح" لها بصفاءٍ ، مطمئناً :
- مفيش حاجه تخض . متقلقيش.
إنكمشت تعابير "ليلي" بإستياءٍ لإيجازه القصير ، لم يعطيها تفاصيل أكثر دقهٍ تشفي قلقها المتلهف ، ولن تتنازل هي لتطالبه بمنحها المزيد ..
- ألف سلامه عليه .
قالتها "ريهام" بأسفٍ ، وتطلعت إلي "ليلي" جوارها بترددٍ ، تخشي رده فعلها بعد أن تطلق عبارتها التاليه ..
- طيب أحنا مش واجب بردو نطمن عليه ؟
أحست "ريهام" ببوادر الإعتراض تندلع علي وجه "ليلي" دون أن تنبس بحرفٍ واحد ، بينما أومأ "سامح" برحابه ولم يستطع التوصل إلي مقصدها الفعلي :
- لو عايزين تكلموه في التليفون كلموه.
إبتسمت "ريهام" في توترٍ رافعه شعرها خلف أذنها ، وقالت بغبطهٍ :
- مش احسن نطمن بنفسنا ؟
إعتدلت "ليلي" في إنصات متحفز ، وهمت بالإعتراض الساحق ، فتساءل "سامح" بتخمين بديهي :
- يعني حابين تروحوله ؟
تمتمت "ريهام" بإلتواءٍ مؤكده نيتها الجليه والواضحه من إسلوبها ..
- يعني.. ممكن .
زجرتها "ليلي" بإندفاعٍ حاد ، غاضبه :
- هما مين دول اللي يروحوا . ااااه .
صاحت بألمٍ عند أندست يد "ريهام" أسفل الطاوله ، ولدغت لحم فخذها بأصابعها الرفيعه، عصرت لحمها عصراً بين سبابتها وإبهامها دون ان يرف لها جفنٍ ، رمش "سامح" بقلقٍ متساءلاً :
- مالك يا ليلي ؟
إعتصرت "ليلي" جفنيها وكتمت آنه متألمه ، وهزت رأسها علي الجانبين ومنحته إشارهٍ من كفها لتطمئنه ، وجاهدت لتقاوم ألمها او نزع أصابع "ريهام" المُصره عنها ..
- مش حلوه بردو بعد اللي عمله مع ليلي ده منسألش عليه بنفسنا .
قالتها "ريهام" بشكلٍ ودود مصلحه وضعها السالف بشئ من الرصانه ، مط "سامح" شفاه وبدي مقتنعاً ، وغمغم :
- وجهه نظر بردو.. خلاص لو حابين أخدكم دلوقتي مفيش مشكله طبعا .
بزغت إبتسامه "ريهام" الواسعه علي وجهها المشرق ، قائله بحماس :