(43)

746 19 6
                                    

أجفل "سامح" من فرط زعرها الغير مبرر بالمره ، فأسرع ليهدئ من قسماتها الفزعه تلك..

- مالك إتخضيتي كده ليه ؟

إنتبهت لإندفاعها البالغ ، و أرخت تعابيرها بعض الشئ دون يتلاشي عبسها..

غمغم "سامح" موضحاً :

- هو تعبان شويه بس.

حمحمت "ليلي" لتنظف حنجرتها بعد أن تحشرجت قليلاً ، و تساءلت محدقه بإهتمامٍ تواري خلف سِتارهِ لهفهٍ تكنفها لوعتها ..

- حصل ايه ؟

إبتسم "سامح" لها بصفاءٍ ، مطمئناً :

- مفيش حاجه تخض . متقلقيش.

إنكمشت تعابير "ليلي" بإستياءٍ لإيجازه القصير ، لم يعطيها تفاصيل أكثر دقهٍ تشفي قلقها المتلهف ، ولن تتنازل هي لتطالبه بمنحها المزيد ..

- ألف سلامه عليه .

قالتها "ريهام" بأسفٍ ، وتطلعت إلي "ليلي" جوارها بترددٍ ، تخشي رده فعلها بعد أن تطلق عبارتها التاليه ..

- طيب أحنا مش واجب بردو نطمن عليه ؟

أحست "ريهام" ببوادر الإعتراض تندلع علي وجه "ليلي" دون أن تنبس بحرفٍ واحد ، بينما أومأ "سامح" برحابه ولم يستطع التوصل إلي مقصدها الفعلي :

- لو عايزين تكلموه في التليفون كلموه.

إبتسمت "ريهام" في توترٍ رافعه شعرها خلف أذنها ، وقالت بغبطهٍ :

- مش احسن نطمن بنفسنا ؟

إعتدلت "ليلي" في إنصات متحفز ، وهمت بالإعتراض الساحق ، فتساءل "سامح" بتخمين بديهي :

- يعني حابين تروحوله ؟

تمتمت "ريهام" بإلتواءٍ مؤكده نيتها الجليه والواضحه من إسلوبها ..

- يعني.. ممكن .

زجرتها "ليلي" بإندفاعٍ حاد ، غاضبه :

- هما مين دول اللي يروحوا . ااااه .

صاحت بألمٍ عند أندست يد "ريهام" أسفل الطاوله ، ولدغت لحم فخذها بأصابعها الرفيعه، عصرت لحمها عصراً بين سبابتها وإبهامها دون ان يرف لها جفنٍ ، رمش "سامح" بقلقٍ متساءلاً :

- مالك يا ليلي ؟

إعتصرت "ليلي" جفنيها وكتمت آنه متألمه ، وهزت رأسها علي الجانبين ومنحته إشارهٍ من كفها لتطمئنه ، وجاهدت لتقاوم ألمها او نزع أصابع "ريهام" المُصره عنها ..

- مش حلوه بردو بعد اللي عمله مع ليلي ده منسألش عليه بنفسنا .

قالتها "ريهام" بشكلٍ ودود مصلحه وضعها السالف بشئ من الرصانه ، مط "سامح" شفاه وبدي مقتنعاً ، وغمغم :

- وجهه نظر بردو.. خلاص لو حابين أخدكم دلوقتي مفيش مشكله طبعا .

بزغت إبتسامه "ريهام" الواسعه علي وجهها المشرق ، قائله بحماس :

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن