(37)

752 17 0
                                    

تراجعت "ريهام" بتحفزٍ و اشارت بيديها بأن اقترب ، فظهر "سامح" بإبتسامهٍ متوتره حاملاً باقه من الزهور اللتي حافظت علي أثر الحياه بها لتبدو منتفخه وصِحيه تماماً ، كان "سيف" في اعقابه متوارياً خلف جسمان "سامح" العريض...
في البدايه.. عقدت "ليلي" حاجبيها بزهولٍ متعجب من حضورهما ، وسرعان ما استدعت ابتسامه متكلفه بينما تقول "ريهام" بشقاوه :

- انا قولت مجلكيش بإيدي فاضيه كده.

مد "سامح" يداه هنا ليصافحها ، قائلاً بتهذبٍ متحفظ :

- ازيك يا ليلي . اخبارك ايه دلوقتي ؟

اومأت بوداعه وقالت بلطفٍ لا يخلو من الحِرص :

- أحسن .. ازيك انت يا سامح؟

- بقيت كويس لما شوفناكي.. اتفضلي.

ثم مد لها باقه الزهور الورديه بإحترامٍ رصين ، حرصت علي استلامها منه علي مهلٍ ، وردت في رقهٍ غلفها الحياء :

- Merci لزوقك يا سامح.

منحها ابتسامه ودوده ، زاغت عينيها وتوزعت بينه وبين إبن عمه الصامت ، والذي برقت عيناه الزرقواتان بوميضٍ ساحر في الظلام الطفيف في الخارج ، وشع شعره الكستنائي كحرارهٍ مشتعله اسفل بؤره ضوءٍ حمراء خافته فوق رأسه ، توسطت العلويه امام إطار الباب البني القاتم..

"ريهام" موضحه ، لتعزز صوره "سامح" قدر المستطاع :

- انا سامح كان عايز يتطمن عليكي . انا بقي قولتله انه ممكن يجي ويطمن عليكي في البيت بما ان تليفونك مقفول رغم انه كان رافض . تقدري تقولي كده انه كان مكسوف شويه بس انا شجعته حتي جاب سيف معاه وحتي هو كمان مكانش حابب بس سامح ضغط عليه.

برزت ابتسامه باهته علي فم "ليلي" ، ردت بصوتٍ أبح ، ضربه الإرهاق بكل قوته المتيِنه :

- مفجاه حلوه فعلاً.. نورتوا .

تنحنحت "ريهام" تالياً بعد برهه من الصمت ، وقالت بضحكتها المرحه ، المشرقه :

- طب ايه هتسيبيهم علي الباب كده ؟

رفعت "ليلي" عينيها نحو "سيف" لثوانٍ خاطفه ، ثم قالت متنحيه عن الطريق :

- لأ طبعاً ازاي.. اتفضلوا.

دخل كلا من "ريهام" اولاً.. ثم "سامح" وتبعهم "سيف" في خطواته المسترسله .. الواثقه ، اصطحبتهم "ليلي" نحو غرفه الأستقبال ورحبت بهم بجفاءٍ ناجم عن شجنٍ اصابها واسلبها كل مظاهر الحياه ..
وضعت "ليلي" باقه الزهور فوق الطاوله الزجاجيه ، ثم جلست بدورها ، ضامه يديها فوق فخذيها ، ومررت عينيها فوق الجميع وتبطأت قليلاً عندما مرت علي وجه "سيف" ..
فمالت "ريهام" هنا وتساءلت بينما تقبض علي يديها المُكوره في حِجرها ، وهمست بحبٍ :

- وحشتيني !

منحتها "ليلي" ابتسامه فاتره استدعتها بصعوبهٍ وشقاء ، تدخل "سامح" هنا بإهتمامٍ :

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن