(72 والأخيرة)

1.6K 31 4
                                    

لم يمر الكثير.. فقط شهرين ونصف تلت ليلة الزفاف ..

طوال ايام الجواز الأولي لم يفترقا ، لا يخمد شغفه بها أبدا ، تبين لها بأنه يضج عشقاً بها ، طاف بها في أحياء (باريس) الشهيرة ، حرص ان تري كل معالمها تقريبًا فأبدت هي انبهارٍ عاتٍ بكل تفاصيل البلد .. كما أنها اجادت بعض الكلمات الفرنسية بفضل تعليمه لها .

إزدادت "ليلي" تعلقاً بزوجها اكثر ، كان لطيفاً معها ، رقيقاً علي نحوٍ ساحر ، لم يعكر صفوه شئ.. فقط بضع مرات حين أبدا إعتراضاً صريحاً أكثر من مرة لدي ثيابها الغير مقبولة له ، معلقاً بشئ من الحزم علي بعضهم ، المكشوف منهم فقط ، وللحق .. كانت تنصاع له دون تبرمٍ حتي غاية في ارضائه ، إذ انها ارتدن المُغلق منهم فقط بقدر المستطاع ، إذعانًا لشرط زوجها أن يكون تصميم ثيابها محتشم لكي يسمح لها بارتدائه بأمسياتهم المميزة في الخارج
 
أبدا "سيف" إنزعاجاً ملحوظاً لتلك المكالمة الهاتفية التي تم استدعاؤه بها من قِبل أبيه وابن عمه ، أغارت تزمراً عظيمًا بصدره ودهشةً في آن .. حيث أن إبن عمه علي مشارف الزواج العاجل من صديقة زوجتة ، ولاسيما أن خبرٍ كهذا جعل "ليلي" تقفز فرحاً وإن ابدت دهشة مماثلة له بادئ الأمر..!

علاوةً على أن "سامح" تعجل كثيراً في زواجه ، لم يمر الشهر إلا واتاه بالخبر المكين ، اراد "سيف" أن يحثه علي إرجاء الأمر قليلاً إلي حين عودته.. ولكن عقل "سامح" وإصرارة الغير مبرر بالمرة أبي أن يفهم هذا ، فما من سبيل أخر سوي العوده وإنهاء رحلة سفرة والتي كان ينوي إمداد مدتها لأكثر من شهرٍ اخر إنفراداً بزوجتة اكثر !

ليصل في غضون يومان ، متهيأً لزفاف أحد أهم ابناء العائلة من جديد .

إستقبلتهم العائلة بتهلل جلّي إحتفالاً بوصول الزوجين ، لم يتعجب "سيف" حين وجد كل شئ مُعَدّ لزواج الآبن الثاني للعائلة بأمر أبيه وإشرافه شخصيًا ..

وبسرعة فائقة بدأت تجهيزات أخرى لأفراد العائلة الرجال و النساء معًا ، اقيم الزفاف الجَلِيل بنفس المكان و لكن بشكلٍ اقل فخامة من الزفاف السابق ، لم يكن اهمالٍ من "شريف" او تمييزاً بين ولده الحقيقي وبينه ، بل بناءًا علي رغبه "سامح" نفسه وإصراراً منه علي إقامة حفلٍ أبسط وإن كان عظيماً في شانه ليليق بالعائلة ، ولكنه حرص علي أن يظل حفل زفاف "سيف" هو الأعظم في العائلة ، ليتفوق "سيف" عليه حتي بحفل زفافه بطيب خاطرٍ منه !

لا يستطيع "شريف" أن ينكر مدى سعادته بزواج ابنائه في الشهر ذاته ، حقًا كان مسرورًا، إذ تعتبر هذه الخطوة التي تتهيأ عائلته للاقدام عليها كبيرة و مهمة جدًا، اثنين من أبنائها الذكور تزوجوا اخيراً ، يا لها من غبطة تستحق الاحتفال و كل هذا الإصراف و المظاهر الباذخة ..

في جهة أخرى، داخل منزل العائلة لم يكف المرح و الفرح منذ زواج "سيف" نفسه وامتد حتي زواج "سامح" الأن ، وحرصت "نيڤين" علي ان تزجي زوجة حفيدها بمجوهرات ثمينة كما فعلت مع "ليلي" قبل شهرٍ ، علاوة علي ذلك.. قدمت لها بعض من حُلي زوجه إبنها الراحلة تخص زواجها قديماً ، لذا نابت عنها الجدة كما لو ان زوجة إبنها وأم حفيدها حاضرة !

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن