إتضح كل شئ له.. وبضغطة صغيره منها صدع من خلالها صوت إبن عمة المميز
رفعت "رولا" الهاتف موجهه سماعته الصادعه بعد أن رفعت من صوته لتصل كلمات أخيها بوضوحٍ إلي أذنيه المنصتيّن..
"فارق.. بس ده هيغير ايه ؟! منكرش إني حسيت بأحاسيس كتير اوي نحيتها . انا حبيتها وعيني كانت عليها بس دلوقتي مبقاش ينفع .. طريقي انا وهي مينفعش يبقي واحد لإن طريقها بقي مع غيري "
سهم بنظراته لبعض الوقت مع إسترسال صوتهخلال المٌسجل ، لم يذكر إسمها حتي ! ولكن مع تبدل تعابير "سيف" التي تغيّرت لغدو أكثر قتامة تراجعت "رولا" وأخرست الهاتف عند هذا الحد مكتفيه بهذا القدر فقط تلاشياً لردة فعلٍ قاسية ربما تبطش بها ..
- ايه رأيك دلوقتي ؟
فاق علي صوتها الأن.. وتابعت محافظه علي إسلوبها الأرعن :
- حبيت اسمعك بودنك عشان تتأكد بنفسك .
لم يتأكد بعد ، لم يصل إلي دليلاً واضحاً حتي !
وضعت "رولا" هاتفها بحقيبتها حيث كان ، وتنهدت هنيهة قبل أن تقول بمنتهي الدم البارد :
- سامح عينه من ليلي وعايزها يا سيف . هو قال لساره كل حاجه وانا سمعتهم وإلا مكنتش عرفت اي حاجه من دي طبعا اومال انا جبت الكلام ده منين . بس للأسف ده اللي قدرت اطلع بيه ولحقت الموضوع متأخر لكن ده دليل كافي علي كلامي . انا يهمني سامح دلوقتي مش حد تاني عشان كده كلمتك بصراحه .. علي فكره هو مبيحبهاش بس اهو طيش وشقاوه شباب .. عجبته . فممكن يكون قال فيها ايه لو حاول معاها ويتسلي .. اعذره يا سيف . البنت حلوه بردو.. انا اتصدمت من سامح لإن دي مكانتش طريقه تفكيره لكن هنعمل ايه بقي القلب وما يريد .. بس انت هترضي تاخد واحده ابن عمك بصلها حتي وهي معاك علي حسب كلامه . انه عايزها حتي وهي معاك ؟! عرفت إن الموضوع كله من اوله لأخره مش نافع.
وسكتت عند هذا الحد في إنتظار ردة متوقعه أن تثمر نتائج مجهوداتها العويصة..
لم يعطيها رداً شافياً ملتزماً صمتاً مريب خلال لحظاتٍ قصيره جلست فيها هي هكذا بترقبٍ ، حتي تمتم شاخصاً بعينيه دون أن ينظر اليها :
- إطلعي برا يا رولا.
انعقدت حاجبيها بشدة وهي ترنو اليه بغرابة ، ونظر اليها بطرف عينيه هادراً في هدوء مرعب :
- حالاً.
ازدردت ريقها بتوتر شاعره ببوادر الرعب تتسرب إليها الأن ووضح هذا في محياها الذي ضربة إصفرارٍ حاد مفاجئ ..
قبل أن يرتد له طرفاً كانت قد حملت حقيبتها ونهضت من فورها لتختفي من امامه بلحظات بعد أن أشعلت حرباً بين أخيها وبينه لا بين "سيف" وحبيبتة المزعومة..!
لم يستطع عقله ترجمة تصريحاتها ولم يسعه تصديقها حتي.. ولكن تسجيله الصوتي مع إدعائات "رولا" كانت بمثابة رابطٍ قوي أمامه .. فكيف لها أن تأتيه بحقائق لم تكن لتعلمها او تسمعها سوي من فم فاعلها ! .."سامح" .. أخيه ؟!!!!!