إبتسم لها بوداعه إستفزتها ، ومض بعينيه بريق لم تهتدي إلي تفسيره ..
- إزيك يا ليلي.
رمشت بدهشة سلبتها القدره علي الإستيعاب ، وقالت بذات اللهجة المصعوقة كلياً :
- انت بتعمل ايه هنا ؟
شملتها "دولت" بنظرة تقيميّة من رأسها حتي أخمص القدمين بعلو بيّن ، وقالت برعونة تخللتها رنة ساخره :
- انتي بقي ليلي ؟
لم ترد "ليلي" بينما تحدجهما بصدمة وإنكار، فكها يكاد يصل للأرض ، وعلقت "دولت" بعجرفة جلفة :
- بس هو ده إسلوب ترحيبك عادتاً مع ضيوفك يا عروسه ؟
ضمت "ليلي" حاجبيها الأن ، عقلها لا يستطيع ترجمة ما تقوله من نعتٍ أجفلها ، متمتمة بتعقيبٍ متعجب :
- عروسه ؟!!!
تدخلت "فاتن" هنا مشوشة علي نعت "دولت" وإنكار إبنتها في آن..
- تعالي يا ليلي . تعالي يا حبيبتي اقعدي جانبي هنا.
واشارت إلي مقعدٍ شاغر بمحاذاتها ، بالكاد سمعتها "ليلي" وإستجابت بعد لحظاتٍ من الصمت ولم تحيد عينيها المزهولتين عن زائريها ، تحركت بخطي ثقيلة نحو أمها وجلست مزعنة لها ، لم تقدر علي إستيعاب هذا الأمر برمتة ..
"فاتن" متوجهه بالقول إلي ابنتها :
- مقولتليش يعني علي هشام قبل كده ؟
إزدردت "ليلي" غصّة بحلقها ، إكفهر وجهها المتأثر بشحوبٍ مفاجئ وهربت الكلمات من فمها ليصيبها خرسٍ تام امام هذا كله.
إنبعث صوت "هشام" بثقة إمتزجت بإبتسامة سمجة :
- أكيد كانت هتقولك بس مستنيه الوقت المناسب.
التفتت "فاتن" صوبة ، وردت بإعجابٍ زائف يكنف سخرية باسمة بهدوء :
- يعجبني فيك يا ابني إنك واثق في نفسك اوي من ساعه ما جيت.
رمت "دولت" إبنها بنظرات فخرٍ ، قائلة بإعزاز :
- دي طبيعته من صغره .
رمتة "فاتن" بنظرة إستخفافٍ وهي تلوّك فمها ، وحمدت ربها بعدم ملاحظتهم لها في هذه اللحظة ..
التفتت "دولت" مصوبه ناظريها إلي "فاتن" قائلة بذات الكبرياء :
- مقولتليش يا مدام فاتن .. طلباتك ايه ؟
فاض صبر "ليلي" و إنحلت عقدة لسانها ، مندفعه بنبرة مرتعشه كحال جسدها المتذبذب برجفاتٍ لاسعة :
- هو في ايه يا ماما ؟
لم تكترث "فاتن" للرد او التفسير في هذه اللحظة ، موالية إهتمامها إلي "دولت" أمامها..
- مش لما انا الاول اعرف طلباتكم.
"دولت" بغرابة : بس احنا already اتكلمنا.
