(56)

780 21 0
                                    

إبتسم لها بوداعه إستفزتها ، ومض بعينيه بريق لم تهتدي إلي تفسيره ..

- إزيك يا ليلي.

رمشت بدهشة سلبتها القدره علي الإستيعاب ، وقالت بذات اللهجة المصعوقة كلياً :

- انت بتعمل ايه هنا ؟

شملتها "دولت" بنظرة تقيميّة من رأسها حتي أخمص القدمين بعلو بيّن ، وقالت برعونة تخللتها رنة ساخره :

- انتي بقي ليلي ؟

لم ترد "ليلي" بينما تحدجهما بصدمة وإنكار، فكها يكاد يصل للأرض ، وعلقت "دولت" بعجرفة جلفة :

- بس هو ده إسلوب ترحيبك عادتاً مع ضيوفك يا عروسه ؟

ضمت "ليلي" حاجبيها الأن ، عقلها لا يستطيع ترجمة ما تقوله من نعتٍ أجفلها ، متمتمة بتعقيبٍ متعجب :

- عروسه ؟!!!

تدخلت "فاتن" هنا مشوشة علي نعت "دولت" وإنكار إبنتها في آن..

- تعالي يا ليلي . تعالي يا حبيبتي اقعدي جانبي هنا.

واشارت إلي مقعدٍ شاغر بمحاذاتها ، بالكاد سمعتها "ليلي" وإستجابت بعد لحظاتٍ من الصمت ولم تحيد عينيها المزهولتين عن زائريها ، تحركت بخطي ثقيلة نحو أمها وجلست مزعنة لها ، لم تقدر علي إستيعاب هذا الأمر برمتة ..

"فاتن" متوجهه بالقول إلي ابنتها :

- مقولتليش يعني علي هشام قبل كده ؟

إزدردت "ليلي" غصّة بحلقها ، إكفهر وجهها المتأثر بشحوبٍ مفاجئ وهربت الكلمات من فمها ليصيبها خرسٍ تام امام هذا كله.

إنبعث صوت "هشام" بثقة إمتزجت بإبتسامة سمجة :

- أكيد كانت هتقولك بس مستنيه الوقت المناسب.

التفتت "فاتن" صوبة ، وردت بإعجابٍ زائف يكنف سخرية باسمة بهدوء :

- يعجبني فيك يا ابني إنك واثق في نفسك اوي من ساعه ما جيت.

رمت "دولت"  إبنها بنظرات فخرٍ ، قائلة بإعزاز :

- دي طبيعته من صغره .

رمتة "فاتن" بنظرة إستخفافٍ وهي تلوّك فمها ، وحمدت ربها بعدم ملاحظتهم لها في هذه اللحظة ..

التفتت "دولت" مصوبه ناظريها إلي "فاتن" قائلة بذات الكبرياء :

- مقولتليش يا مدام فاتن .. طلباتك ايه ؟

فاض صبر "ليلي" و إنحلت عقدة لسانها ، مندفعه بنبرة مرتعشه كحال جسدها المتذبذب برجفاتٍ لاسعة :

- هو في ايه يا ماما ؟

لم تكترث "فاتن" للرد او التفسير في هذه اللحظة ، موالية إهتمامها إلي "دولت" أمامها..

- مش لما انا الاول اعرف طلباتكم.

"دولت" بغرابة : بس احنا already اتكلمنا.

كبرياء الحبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن