الفصل الثاني ج1

24.7K 628 111
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

الفصل الثاني

أغلق مُصعب الباب خلفه وضاقت عيناه وهو ينظر لها تجلس على الأريكة المقابلة لسريرهم الزوجي متكومة على نفسها بتشنج..

ظل يراقب انهيار جدارها ونحيبها الممزق لنياط القلوب بعيون مظلمة تخفي التياعها خلف ستارتها الداكنة قبل أن يزفر نفسًا طويلًا ويدلف للداخل يأخذ حمامًا سريعًا ثم يغير ملابسه لمنامة مريحة..

كان يرفع غطاء السرير يهم للنوم عندما حانت نظرة منه عليها ليجدها على جلستها كما هي شاردة بنظرة خاوية..

لم يهتم فأطفأ الإنارة ثم تمدد على سريره مغمض العينين ومنهك الجسد.. ومرت دقائق فقط عندما دمدم بخشونة لها

((انهضي للنوم))

خرجت من شرودها لتنتبه أنه أطفأ الأنوار ومتمدد في سريره.. وكأنها كانت مغيبة قبل قليل في الفراغ الذي يتوحش في أعماقها كالصقيع البارد..

استجابت لما طلبه، فاعتدلت من مكانها بلا روح واتجهت نحو منضدة الزينة تزيل الحلي الذهبي وتبدل ملابسها بحركات بليدة ثم تمددت بجانبه..

دقيقة.. دقيتين.. ثلاث وكانت تقترب وتقلص المسافة بينهما وترفع أناملها تغمرهم في شعره لتشعر تلقائيًا بتصلبه وهو يهمس بها بصوتٍ خشن خفيض

((ابتعدي، أنا مرهق وأريد النوم من أجل عمل الغد))

استمرت تمشط شعره بأناملها وهي تقول ببراءة

((يمكنك النوم.. وما يمنعك؟))

أزاح رأسه عن مرمي أناملها ليقول بحدة

((أنتِ من تمنعيني))

أحزنها نفوره واعتصر الألم قلبها فسكن كل ما فيها في صمت بائس.. قبل أن تقرر بعد دقائق أن تعود لتقترب منه هامسة بصوتٍ مرتعش

((أرجوك خدني في أحضانك، ألم تكن تسمح لي بذلك في البداية؟))

وصلها صوته بفتور أجوف

((هذا كان فقط في البداية وحتى تعتادي على كل شيء.. انتهى وقت الدلال.. لو كنت غولًا يُفترض أن تكوني قد تكيفت عليّ))

اختلجت شفتيها ومذاق كالعلقم يلدغ طرف لسانها لتشعر بخيبة أمل كبيرة تظلل أفاقها.. لكنها همست له باختناق مكتوم متألم

((لا أحد يحبني هنا.. وأنا أتفهم وأعرف السبب.. ولكن ليس أنتَ أيضًا))

لم يجبها ولم تشعر بأي حركة صادرة منه.. لا زال كما هو متمددًا يعطيها ظهره.. فعادت تقترب منه مرة أخرى متوسلة بصوتٍ مرتعش

((أرجوكَ يا مُصعب))

شيء ما أمام رجائها وتوسلها الواهن تحرك فيه ليتبرم لها بنفاذ صبر

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن