الفصل الثامن والعشرون ج2

13.1K 606 191
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

في مطعم الفريال..

كان قُصي منهمكا في تنظيف الأرض.. ساخطا على نفسه فهو حتى الآن لم يتقرب من سهر بل منهمك في هذا العمل المُذل أمام هؤلاء الزبائن الحمقى..

ورغم أنه فعلا يحاول الحفاظ على ضبط النفس مهما أغضبته تصرفات الزبائن حتى لا يكرر خطأه السابق في شركة القاني.. لكن هذا لا يمنع أن بعض تصرفاتهم تغضبه وتشعره أحيانا بالإهانة..

أطلق زفيرا بائسا وهو يستقيم في وقفته عندما انتبه لحضور زبون آخر إلى داخل المطعم..

سارع قُصي يرحب به ويجهز له الطاولة فيما بدا الزبون مشغولا بمكالمة أحدهم.. سأله قصي بابتسامة عريضة وهو ينتشل دفتره وقلمه

((ما الذي تريده يا سيدي؟))

ظل الزبون يتحدث بتركيز مع الشخص في الهاتف وهو يشير لقصي بإبهامه وسبابته.. عقد قصي حاجبيه يقول ببلاهة

((ماذا تعني هذه الإشارة يا سيدي؟ هل تريد قهوة أو شاي؟))

ظل الزبون يتحدث على الهاتف غير متنازل للإجابة على قصي الذي احتقن وجهه وتشنجت ملامحه ليقول بغضب مكتوم من بين أسنانه المطبقة

((سيدي إذا كنت مشغولا بالهاتف يمكنني أن آتي لاحقا لأخذ طلبك لا داعي لاستخدام لغة الإشارة معي فأنا لا أفهمها، والأمر لا يقتصر على بطء الخدمة على طاولتك فحسب، بل إلى الطاولات الأخرى في وقت الذروة هذا))

كان لا زال الزبون يتحدث بالهاتف فتوجه قصي نحو المطبخ ليسير نور بجانبه معقبا بشيء من التردد خوفا من استشاطت غضبه

((بدا وكأنك ستنقض على الزبون وتضربه، عليك أن تعامله بتهذيب حتى لو لم يكن ودودا ومهتما بحديثك أثناء سؤالك له عن طلبه))

انتفض بدن نور عندما ضرب قصي يده فوق الرخام قبل أن يغمض عينيه مغمغما

((تبا لكل شيء..))

مرّت ساعات عليهم قبل أن يحل موعد إغلاق المطعم.. كاد قصي أن ينهي عمله في توضيب المطبخ عندما اقترب منه نور متسائلا بكثير من الارتباك وهو ينكس بوجهه أرضا

((قصي أريد أن أسألك سؤالا؟))

ردّ قصي بوجوم وهو مستمر بعمله

((ما الذي تريده يا نور؟))

زمّ نور شفتيه ثم قال بخفوت

((هناك زبونة دخلت عند سهر وأخبرتها هامسة بأنها تمر بأيامها الشهرية وقامت سهر بإعطائها شيئا ما وقالت لها أنها تتفهم ما تريده فهي امرأة مثلها))

توقف قصي عما يقوم به فجأة كمن ضربته صاعقة ثم رفع وجهه بعينين خطيرتين لنور يتساءل بتوجس

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن