الفصل الرابع عشر ج2

13.9K 569 163
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

دلفت نورين إلى مجلس النساء حيث حماتها تجلس حاملة صينية بها فنجاني قهوة عربية مركزة..

تقدمت قليلا تسير فوق السجادة السميكة التي كتمت صوت خطواتها فلم تشعر بها زاهية الواقفة أمام نافذة المجلس الواسعة المطلة على الحديقة بينما تضع الهاتف بالقرب من أذنها..

وضعت نورين الصينية فوق الطاولة ثم انتصبت قامتها وتقدمت خطوة باتجاه حماتها.. لكنها ضيقت عيناها وهي تمعن النظر في وجه حماتها الظاهر على الزجاج العاكس فتجد وجها غريقا بالحزن..

فغرت نورين شفتيها بتعجب تنوي سؤال حماتها قبل أن يصدح صوتها بانفعال ثابت للشخص الذي تتحدث معه أخيرا

((إذن لا خطط مستقبلية في بالك عن العودة للبلاد حتى بعد تخرجك يا مَازن؟))

وصلها صوت ابنها قائلا بصوتٍ منهك يتلمس تفهمها

((نعم يا أمي، أريد أن أبقى في الخارج وأعمل هناك بدون أن أعتمد على نقود أبي، أريد أن أكون عصاميا وأبني نفسي بنفسي))

صدر صوت مستهزئ من زاهية! من يريد أن يكون عصاميا ولا يعتمد على نقود والده! مَازن! ابنها هي مَازن! لكن ورغما عنها عادت تقول له بحرقة قلب

((ألا يمكن لك أن تكون عصاميا إلا في الخارج يا مَازن؟))

بدت أنفاس مَازن تائهة وهو لا يعرف ماذا يجيب أمه وبماذا يتحجج أكثر.. إلا أنه حسم أمره بعزم وتصميم

((للأسف لن ينفع إلا في الخارج لقلة فرص العمل وضعف الرواتب مقارنةً بتكاليف الحياة اليومية في بلادنا))

قالت زاهية بصوتٍ متحشرج

((لقد اقتنعت بسفرك يا مَازن وسمحت لك بالذهاب فقط لأنك أقنعتني بأنه أمر مؤقت، سينتهي بمجرد إنهائك دراستك، لكن يبدو أن الأمر سيطول أكثر..))

صمتت قليلا قبل أن تستطرد بنبرة تخنقها العبرة وغصة البكاء

((لكن ألم تفكر قبلا كيف ستصمد زوجتك على رحيلك طوال هذا الوقت؟))

بدت مترددة فيما ستضيفه ولكن قست على قلبها المغمور بأمومة خالصة.. وعلى ابنها على حد سواء وهي تقول بجدية واحتدام

((أنت أناني يا مَازن، تسير وراء نزواتك في الخارج ولربما متزوج وتخفي عنا الأمر بينما تترك زوجتك تقوم بمسؤوليات الأم والأب معًا لابنتك الوحيدة.. وبالمناسبة أنا أدرك كذب ياسمين عليّ بشأن تواصلها معك، وأنا أعذرها، فهي لا ترغبك لأنك ترفض العودة وترفض أيضًا استقدامها عندك متعذرا بحجج واهية..))

صمتت زاهية وهي تلهث بروحٍ تذوي ببطء.. ولم يصلها أي صوت من ابنها.. فأطبقت عينيها بشدة ثم همست أخيرًا بصوتٍ جامد

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن