لا تنسو التصويت ❤️❤️
الفصل الثاني والعشرون
في مجلس الرجال..
جلس الحاج يعقوب في منتصف المجلس يضم عباءته على جسده ويقول بصلابة لمَازن الذي يقف أمامه بملامح عابسة
((الآن ستغادر.. سأتصل بمُعاذ وأطلب منه أن يحجز لك أسرع طائرة تعيدك للخارج))
ردّ مَازن له دون أن يرف له جفن
((لن أذهب لأي مكان.. إذا كنت مُغرمًا بذاك البلد أنا من سأتصل بمُعاذ وأطلب منه أن يحجز لك أسرع طائرة تطير بك إلى هناك))
غمغم يعقوب بسخط
((ما أقلّ أدبك يا ولد))
رفع مَازن حاجبيه يقول بنبرة ساخرة قاتمة
((وما الجديد؟ أنا عاق ولا أملك من الأدب والاحترام شيئا.. كثيرًا ما تُردد هذه الكلمات على مسامعي ومع ذلك تتفاجأ في كل مرة أردّ عليك الكلام!))
توغل الذهول في ملامح يعقوب وهو يردد
((وفخور بنفسك أيها الوقح!))
قوّس مَازن حاجبيه وقال بوضوح وهو يرفع ذقنه
((أنا لست فخورًا بنفسي لكني تعبت من البقاء هناك، تلك البلاد تُزار لأسبوع أو اثنين سنويًا كاستجمام لا للإقامة أبدية))
ظلّ يعقوب ينظر لابنه بصرامة فطرية أشاح عنها مَازن، ليقول أخيرا بصوتٍ قاطع آمرًا له وقع هيبته
((مَازن ستعود من حيث جئت))
احتَقَن وجه مَازن بالضيق وهدد بسفور
((أبي لن أذهب لأي مكان، حتى لو طردتني من بيتك، سأذهب لأقرب مسجد أنام فيه ليلًا وأتسول أمامه نهارًا، عندما يعلم المحسنون من الناس بأني ابن الحاج يعقوب الكانز سيكرمون في عطيّاتهم وصدقاتهم عليّ))
غمغم يعقوب بنظراته المحتدمة
((أيها الدنيء هل تهددني بتشويه سمعتي؟ أدفنك مكانك قبل أن تفعلها!))
كان يريد مَازن إخراج نفسًا ضائقًا لكن تراجع احترامًا لوالده وقال بملامح مُعذبة
((أبي أنا لا أهًددك بشيء.. لا تأخذ كلامي على محمل شخصي.. أنا فقط لا أريد مبارحة أرض وطني الغالي.. ثم أبي.. أقصد..))
تلعثم في آخر كلماته وحانت منه نظرة نحو الباب المُوارب قليلا وما إن لمح هوية من تتوارى خلفه حتى هتف
((ادخلي يا ياسمين أنتِ وهدى، لا داعي للتصنت))
بخجل وتردد ولجت ياسمين وهي تمسك يد هدى الصغيرة ليشير مَازن لهما ويكمل محاولة نيل استعطاف أبيه
أنت تقرأ
قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"
Romanceرفعت نورين وجهها الباكي للمرآة أمامها.. تطالع عينيها المتمردتين وقد سال منهما الكحل الأسود على وجهها ملطخًا خديها الأحمرين بخيوط سوداء.. كل ما فيها كان يرتجف من الخوف وكل ما حولها يسوده الكرب والصمت.. فها هي مرتدية الثوب الذي ستزف فيه إلى ابن عم ال...
