الفصل العشرون ج1

17.7K 917 377
                                        

لا تنسو التصويت ❤️❤️

الفصل العشرون

تنهدت سمية بإجهاد وهي تحاول مجاراة خطوات رتيل أمامها المتعجلة نحو القصر.. قبل أن تتوقف مكانها تلتفت لها بالخلف موبخه بوجه جامد غير مقروء

((أسرعي يا سمية.. الحاج يعقوب قال بأنه يريدك أن تحضري حالا))

شيء من الاستغراب حل على ملامح سمية وهي تستهجن طريقة تحدث رتيل معها العدوانية الممزوجة بالاحتقار وكأن الحاج يعقوب يريدها بعد أن سمع عنها شيء مخزي! ازدردت ريقها قبل أن تتساءل بوجل

((كيف كان شكله وهو يخبرك أن تناديني؟ هل كان غاضب؟ أم كانت ملامحه عادية؟))

ظلت رتيل ترمقها بنفس ملامحها الجامدة ثم التفت تمضي قدما للأمام هادرة

((لنصل عنده وستعرفين بعدها ماذا يريد منك!))

تابعت سمية السير خلفها وشكوك عديدة تقتحم مخيلتها!

لا بد أنه غاضب بشدة منها فهذا ما تنبئ به ملامح وجه رتيل!

لكن ما الذي فعلته وجعلته يستاء منها؟ هل مثلا غير موافقته بزواجها من مَالك بعد أن استحكم عقله ويريد منها أن تبتعد عنه!

نعم لا بد أنه شيء متعلق بزواجها من مَالك فلا يوجد شيء أخر قد يثير غضبه سوى هذا الأمر!

أدركت سمية خطوات رتيل لتسير بجانبها على الطريق ثم دمدمت بصوتٍ متحشرج لا تعرف سبب تفاقم ذاك الشعور الرهيب القاتل داخلها

((هل مَالك حاضر أم أن الحاج يعقوب يطلب رؤيتي وحيدة؟ اشعر بخوف مبهم))

قالت رتيل دون أن تنظر لها وهي تدلف من باب القصر

((نعم مَالك حاضر بل كلنا مجتمعون في غرفته.. هيا اتبعيني، أسرعي))

.

.

تطلع يعقوب بهدوء إلى حيث تجلس زوجته.. على سرير مَالك بينما تحتضن يزيد الصغير.. فجرت تعابير الذنب والندم على محياه كالسيول العارمة لتغسل قسوة ملامحه وترقق خطوط التجاعيد حول وجهه..

لم يكن عليه صفع مَالك أمام هذا الصغير!

خطى بإجهاد نحو السرير يجلس بجانب يزيد من الجهة الأخرى..

مدّ يده بارتباك نحو كتفه الصغير يديره نحوه مدمدمًا بخفوت

((يزيد.. حفيدي))

رفع يزيد الملتاع وجهه له يطالعه بخوف يسكن نظراته كمأوى دائم عندما يكون في حضرته هو وزاهية..

خصلات شعره الأسود تلتصق بوجهه المحتقن بالدموع.. يده الصغيرة المرتجفة متقبضة..

مد يعقوب كفه يلامس شعره فانتفص الأخر قليلا.. فبدت مشاعر يعقوب في هذه اللحظة متخبطة تمامًا مثل هذا الصغير.. وما يمر به الآن أكبر من أن يصفه.. أصعب من أن يفسره..

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن