الفصل الثالث عشر ج1

17.2K 576 159
                                        

لا تنسو التصويت ❤️❤️

الفصل الثالث عشر

((أبي.. أبي.. أنتَ تخنقني))

ابتعد مَالك عنه وكلمة "أبي" تدق نبض قلبه.. ليهدر

((ما أحلاها كلمة "أبي" منك حقا يا يزيد.. المهم ماذا كنت تريد أيها الغالي ابن الغالية؟))

ابتعد مَالك عنه وكلمة "أبي" تدق نبض قلبه.. ثم قال له مبتسما

((ما أحلاها كلمة "أبي" منك حقا يا يزيد.. المهم ماذا كنت تريد أيها الغالي ابن الغالية؟))

عقد يزيد حاجبيه وهو يرمش بعينيه وشرد يتذكر ماذا كان يريد أن يسأله من البداية قبل أن يشهق متذكرا ثم يتساءل ببراءة

((لماذا لون عينيّ مختلف عن لون عينيك؟))

احتارت ملامح مَالك وهو يسأله مستغربا

((ماذا تعني!))

وضح يزيد له بجدية تشوبها العجب

((لون عينا فهد وباسم مشابه للون عيني والدهما الفاتح، أما أنا فعيني لونهما مختلف عنك، حتى لون شعري الأسود مختلف عن لون شعرك البُني المحمر..))

ارتسمت ابتسامة مستمتعة على شفتي مَالك بينما يتابع يزيد التحسر بطفولية

((أستاذي يقول بأن ملامحي شبيهة بك تماما باستثناء اختلاف لون العينين والشعر))

تلاشت ابتسامة مَالك وهو يتأمل ملامح ابنه التي تشبهه، بل نسخة مصغرة منه عندما كان بعمره.. وفجأة باغت كلام يزيد عن أستاذه عقله ليجتذب عقله إحدى المواقف، عندما طلب من معلمي يزيد، معلما تلوى المعلم بخزي ألا يخبروا أحد بأبوته ليزيد، فيزيد يدرس في مدرسته الابتدائية القابعة بالقرية ومعظم الطلاب والمعلمين يعرفون والده الحاج يعقوب! وكم تمنى لو تدرك سمية الألم والطعنات التي يتلقاها من أنظار كل من يعرف بأن يزيد ابنه الذي يخفيه عن الجميع! لو أنها تعيش ربع الذي يعيشه هنا بين الرجال ممن يعرفون حقيقة أن يزيد ابنه لما أصرت بأنانية عليه أن يخفي الأمر حتى يصير يزيد أكبر..

أغمض مَالك عينيه محاولا التغلب على ذلك الشعور القاسي وهو يفكر كم سيضيع من عمره وعمر ابنه قبل أن يستطيع أن يعترف به ابنا أمام الجميع؟

فتح عينيه متنهدا بحرقة قلب وأجاب ابنه شارحا له بابتسامة مرهقة وقلبه يعود ليهدر بإحساس الأبوة الذي يسترقه في هذه الساعات

((لون عينيّ شبيه بلون عينا أمي زاهية يا يزيد، أخذت منها أيضًا لون شعرها أنا وتوأمي.. رغم شبهك الكبير بي إلا أنك ورثت من أمك الجميلة لون شعرها وكذا العينان.. أتذكر بأنها كانت تمتلك شعرًا خلابًا أسودًا..))

بتر مَالك كلماته وتوقف عن وصف شعر سمية واجتذاب الذكرى ثم هز رأسه ينفض تلك الخيالات المهلكة من رأسه.. لا يجوز أن يتذكرها وهي الآن لم تعد تحل له.. هي لم تعد زوجته منذ أن أنجبت يزيد.. ولا يحق أبدًا أن يظل محتفظا بهذه الذكريات قبل أن يعاود الاقتران بها..

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن