الفصل السابع عشر ج1

16K 630 272
                                        

الفصل السابع عشر

قال وليد وملامحه تزداد قتامة ورعبا

((إذن سأفعل ما قد يقتضي عليك عدة بل ويصعب حصولك على هذا الطلاق يا كحيلة العينين))

تصاعدت خفقات قلبها بخوف عنيف وتسارعت أنفاسها رغمًا عنها وهي تحاول خنق الخوف منه ومما قد يفعله في هذه اللحظة خاصة وقد تزاحمت الأفكار العشوائية في عقلها.. وبينما يمد كفه لشعرها يجر خصله الى فمه بعنف يقبله وهو يهمس بثمالة العشق

((الليلة أنتِ حقي، سيحدث الآن ما كان يجب أن يحدث قبل سنوات))

بدت شيرين منفعلة وسط الجنون الذي يحدث من حولها فدفعته بقوة جعلته يتراجع عنها للخلف عدة خطوات..

تفاجئ وليد من ردة فعلها.. لكن سرعان ما عادت القسوة تغزوه.. عليه أن يكسرها.. عليها أن تدرك بأنه ليس هو من يُقال له "لا".. لقد مضى عهد الحب والحنان الذي كان بينهما قبل سنوات.. وشيرين بعد كل هذا لم تعد نفس الفتاة الناعمة التي أحبها في الماضي بل أضحت فرسا جامحة ولزام عليه أن يجيد تركيب اللجام من حولها لترويضها! فألقى نظرة سريعة بضراوة نفضتها من مكانها قائلا

((هل تريدين مني أن ألجأ للعنف؟))

تحدته باستهانة

((لن تقدر حتى لو أردت، انصرف فأنا أريد ارتداء ملابسي ومغادرة المكان))

رد بأنفاس متسارعة كأنه يخوض حربًا ويده المرتجفة من الغضب تبحث عن أزرار قميصه البيتي ليحلها

((ليس قبل أن أخذ حقي من امرأتي، زوجتي))

نزع قميصه القطني أمام ناظريها ورماه على الأرض وعينيه تحومان حول تفاصيلها.. فحاولت ازدراد ريقها لكن عبثا أن تجد ما ترطب به جوفها وقد جف حلقها من ذلك التهديد الرهيب الذي يسكن حدقتيه ونبرة صوته التي لم تسمعها قط تعبر من بين شفتيه

((لا تجبريني على شيء أمقته لأمنعك من المغادرة))

تصادمت النظرات أحدهما مرتعبة.. متسائلة عما إذا كان سينفذ تهديده.. والأخرى متوعدة.. حارقة.. لا يرتجي من وراءها خيرا إذا ظلت على عنادها..

صرخت بأعلى صوتها وهي تهرول نحو الباب المغلق تحاول فتحه.. فأحبط محاولتها وهو يكبلها ويحملها بينما تسبه بأفظع الشتائم..

ألقاها بعنف فوق الفراش ثم وقف يلهث قبل أن يزمجر بغضب جنوني

((اصمتِ وتقبلي مصيرك معي، لا تجبريني على فعل ما هو أسوء، أنتِ تحبينني وتريديني كما أحبك وأريدك، يكفينا عنادًا وكبرياءً.. سأسامحك على تلك الغراميات مع نائل وزواجك من ابن عمي وأنتِ عليك مسامحتي على نزوتي مع تلك المتدربة التافهة وتركي لك في يوم زفافنا))

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن