الفصل الثلاثون ج2

14.2K 603 281
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

في الزنزانة المنفردة..

لم تعرف شيرين أن تنام جيدا على السرير فوضعت المرتبة على الأرض ولفت حول عينيها رباط أبيض..

لكن لم يكن قد جاء وقت النوم فبقيت اللمبة الكهربائية الملتصقة بالجدار الأسود فوق رأسها مشتعلة لتشعر بها كنيران مذابة تنسكب فوق الرباط ثم تتسرب إلى جفنيها قبل أن تصل إلى عينيها..

تململت مكانها وهي تزيل عنها الرباط عندما جاءها طرق على نافذة بابها الفولاذي قبل أن تطل منه حارسة أخرى سمحة الوجه وكبيرة في السن لتخبرها أن الرائد مُعاذ يريد التحدث معها..

حاولت شيرين أن تضع على عجل وشاحها كيفما كان وقد لفتها الحيرة بماذا قد يريدها مُعاذ الآن..

نهضت بعدها فاستقامت بتوتر أمام النافذة التي تعلو الباب الفولاذي حيث وقف هو بشموخ أمامها..

أمعنت النظر بملامحه وهو يسألها بصوته الرخيم

((كيف حالك يا شيرين الآن؟ هل اعتدت على هذا المكان هنا؟))

تلبكت وهي تناظر بعجب الحارسة التي تقف خلف مُعاذ ليبرر لها الآخر

((لا تقلقي، الحارسة أم محمود سبق وأخبرتها عنك وعما مررت به هنا، أنا أعرفها منذ زمن، إنها امرأة طيبة ولا تتأخر عن تقديم المساعدة لمن يحتاجها))

ابتسمت المرأة الكبيرة في السن لشيرين التي كانت تطالعها لتدعم كلام مُعاذ مما جعل شيرين ترد بعد لحظات

((صحيح أن الغرفة هذه تظل مكان في السجن لكنها أفضل من غيرها حقا، على الأقل يوجد نافذة وهي خالية من أي حشرات))

قهقه مُعاذ على كلامها بخفوت ثم عقب

((نعم أعرف كيف هي الحشرات، كابوس لجنس حواء))

لوهلة بقيت شيرين ضائعة في ضحكته الرجولية الجذابة القادرة على غزو قلب أي أنثى وامتلاكه في راحته مكتوف اليدين! ثم سرعان ما هزت رأسها تجلي تأثيرها عنها قبل أن ترد بخجل

((الحقيقة أنا لم أعد أخاف منها، لقد اتضح أني شجاعة وقد تبدد خوفي والوهم الذي كنت أعيشه من تلك الحشرات الصغيرة التي يجب أن تخاف هي مني لا العكس، لكن من اللطيف عدم رؤيتها))

هز مُعاذ وجهه لها بتفهم قبل أن يغمغم بصوتٍ أجشٍ عميق

((لا تقلقي لن يطول بقائك هنا في الانفرادي وسرعان ما ستعودين للعنبر الأول الذي كنتي فيه، وبعدها ستظهر براءتك لتخرجي من هنا.. أنا تحدثت مع المحامي الذي تم تعيينه لك))

صمتت شيرين تطالعه بامتنان لكن لم تقدر أن تتفوه بشيء.. بل عضت على شفتها السفلى.. لا تعلم لِمَ يعاملها مُعاذ هنا كما لم يفعل أحد حتى لو كان متأكدا من براءتها؟ هل يشفق عليها ويتعاطف معها أم يحمل نفسهُ مسؤولية ما فعله وليد بها لأنه لم يدرك ما تعانيه عندما استنجدت به منه!

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن