الفصل الخامس ج1

20.4K 566 113
                                        

لا تنسو التصويت ❤️❤️

الفصل الخامس

أغمضت عينيها ودثرت نفسها شاعرة بالحسرة لارتدائها ثيابًا صيفية رقيقة وقد كانت تمني نفسها بأنه لو عاد ستنام بين ذراعيه بعد هذا الغياب تحظى بدفئه وحنانه!

لو يعلم كم تحتاج لقربه حتى لو فقط لبضعة دقائق إضافية..

لكن لا بد أنه مجهد جدًّا.. فما إن وضع رأسه على الوسادة حتى غطّ في نوم عميق وانتظمت أنفاسه..

ارتسمت بسمة مريرة على وجهها.. قبل أن تتسع تلك الابتسامة وتزول منها غمامة المرارة.. وبدا أنها تجتذب ذكرى لأمر ما.. ذكرى مؤلمة.. وفي نفس الوقت جميلة.. للتقارب الذي حصل بينهما بأول مرة..

بدأت نورين تستعيد تلك الذكريات الخاصة بأول يوم زواج لهما.. قبل أشهر.. عندما كانت جالسة على السرير تدفن وجهها بين كلتا يديها.. وإذا بها فجأة تشعر بدلوف أحدهم لجناحها الزوجي بخطوات هادئة.. فرفعت رأسها الملطخ بالدموع تدريجيًا لتتلاقى عينيها بعيني مُصعب.. فتحفزت هامسة بخوف وتلعثم

((أين.. عمـــ.. عمتي؟))

لم يجبها بل بقي يحدجها بجمود مريب بينما يغلق الباب خلفه.. وظل متسمر مكانه فكان الصمت بينهما ثقيل.. وقاتم..

دقق مُصعب بنظراته التي لم تفهمها في وجهها الشاحب.. وعينها المنتفختين.. لا بد أنها بكت لساعات طوال دون أن ترحم نفسها..

فتحت نورين عينيها على اتساعهما وهي تراه يسير بخطوات بطيئة بغير اتجاهها نحو الزاوية حيث تتواجد بندقية موضوعة بشكل طولي.. كالتي يستخدمها الناس في صيد الطرائد..

احتشدت الأنفاس في صدرها بضيق وهي تراه يمسكها قبل أن يعيد حشوها بخبرة ومهارة.. ثم توقفت الدماء في عروقها بمجرد أن انتهى ودار رأسه لها متجها نحوها..

انتفض جسدها بحركة غريزية وتراجعت للخلف عندما وقف أمامها يشهر البندقية..

مال ناحيتها فتخشب جسدها المرتعش وشهقت مغمضة العينين.. لكنها شعرت به يمسك كفيها المرتعشتين ويرفعهما ليسد بها أذنيها..

مرت عليها دقيقة كانت فيها تهذي ودموعها تسيل على خدّيها بجزع من القادم.. وصرخت بهيستيريا عندما سمعت صوت إطلاق الأعيرة النارية واحدة تلو الأخرى..

لكن عندما لم تكن واحدة منهم قد أصابتها فتحت عينيها تدريجيًا وشتت نظرها بتوتر في إرجاء المكان تبحث عنه قبل أن تجده يقف في شرفة جناحهم يطلق بالبندقية عن طريق الضغط على الزناد.. ليأتيه الرد أخيرًا بمزيد من الطلقات من الخارج..

أخفضت يديها إلى حجرها وقد استبدل قلبها الخوف والهلع بالراحة والامتنان لما فعله.. لكنه خيب ظنونها عندما رأته يعود للداخل مقتربا منها بوجه خالٍ من التعابير قبل أن يغلق إضاءة الجناح إلا من نور مصباح خافت موضوعة على منضدة ملاصقة للسرير.. فشحب وجهها وتوسعت حدقتاها ودون أن تعي زمجرت بعصبية

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن