الفصل الثالث ج2

20.2K 543 101
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

أنهت سمية ري خط المزروعات.. ثم جلست تحت ظلال إحدى الأشجار المتواجدة في الحديقة الخلفية لمنزل الحاج يعقوب الكانز..

أغمضت عينيها ووجدت شعاع الشمس يداعب وجنتيها بدلال ورائحة النسيم الطبيعي تنعش رئتيها..

نظرت لابنها الجالس بجانبها بينما يمعن النظر في ورقة امتحانه المصححة لتأمره بمرح

((اترك الورقة ستجعدها))

نظر يزيد لها بحماس وبراءة

((أريد أن أُري علامتي في الرياضيات لعمي مَالك.. أنا الوحيد الذي حصلت على علامة كاملة في الفصل))

شابت نظرات سمية الحزن فيزيد حقا بانتظار موعد عودة مالك الذي يعمل في مدرسة ثانوية مقابلة لمدرسة يزيد.. فقالت دون أن تنحسر ابتسامتها الأموية

((مَالك سيكون متعبًا بعد عودته من عمله.. لذا عد الآن للبيت وبدِّل ملابسك وتناول الطعام الذي جهزته على الطاولة وفي وقت لاحق ستريه علامتك))

أظهر يزيد ملامح الطاعة ثم أغلق حقيبته وحملها قبل أن يسير متهدل الكتفين إلى حيث يقع منزلهم.. إلا أنه فجأة غير مسار طريقه وركض نحو الباب الخارجي لمطبخ منزل الحاج يعقوب..

اتسعت عينا سمية بصدمة وفزّت من مكانها فورًا تلحقه.. إذ أنها منذ أسابيع تحاول الالتزام بشكل تام في عدم دخول المطبخ هناك لعلمها بأن كل من أصحاب المنزل والعاملين فيه لا يطيقون وجودها أبدًا.. لكن أحيانا يغفلها يزيد ويذهب كاللص دون أن يراه أحد للمكوث في غرفة مالك!

أسرعت سمية الخطى نحو المطبخ تلحق ابنها الذي دخل المطبخ بالفعل.. وعند العتبة وقفت بتوتر ورفعت يدها تطرق الباب النصف مفتوح بتردد..

سمحت لها مدبرة المنزل نعمة التي كانت تجلس على الكرسي حول المنضدة قائلة بامتعاض

((تعالي وخذي ابنك الشقي يا سمية))

قال الصغير بلهجة مهذبة ممزوجة برجاء يذيب القلب

((أرجوكِ يا عمة اسمحي لي بانتظار عمي مَالك ريثما يعود من المدرسة.. أريد أن أريه شيئًا بسرعة))

إلا أن المرأة التي كانت في الستين من عمرها حدجته قائلة بصرامة

((السيد مَالك ليس متفرغًا لكَ، لم تعد صغيرًا وعليكَ أن تتوقف عن عادة طلب رؤيته وقضاء الوقت معه كثيرًا.. فهو ليس أبيك الذي أنجبكَ ونسيكَ))

اختلجت شفتا يزيد وكأنها أصابته في موضع حساس لكن نعمة سددت نظراتها لسمية تسترسل

((وأنتِ يا سمية.. علِّمي ابنك أن يتوقف عن التدلل على السيد مَالك فهو له حد في مجاملة أمثاله))

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن