الفصل الحادي والعشرون ج2

14.2K 802 469
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

عند الساعة الخامسة.. مساء..

ارتدت شيرين حقيبتها وأغلقت مكتبها مستعدة للرحيل بعد انتهاء عملها.. فهي لا تطيق الانتظار حتى رؤية سهر والتحدث معها بشأن ذلك المحتال!

مرّت من بهو الشركة عندما لمحت بطارف عينها اقتراب أحد منها لم تره منذ مدة طويلة جدًّا.. فاعتراه الذهول وتمتمت متسعة العينين

((الرائد.. الرائد مُعاذ!))

وقف مُعاذ أمامها بهيئته المهيبة القوية ثم تمتم لها

((لم أعرف أي ساعة بالضبط تُنهين عملك فقلت في نفسي أن أنتظرك هنا))

لفّها شيء من الارتباك وهي تتساءل

((لقد أنهيت عملي الآن، هل انتظرتَ كثيرًا؟))

ابتسم لها بركازه ثم أجابها مطمئننا

((لا، لقد وصلت هنا منذ وقت لا يزيد عن الربع ساعة))

هزّت شيرين له رأسها مما جعله يتنحنح ثم يقول

((هل يمكن أن أتحدث معك بخصوص موضوع هام.. وبشكل موجز.. في أحد المطاعم العامة))

احتّلها الصمت قليلا ثم قالت باحترام وتوقير خاص له

((بالطبع، هناك مطعم قريب يبعد مسافة خمس دقائق عن بيت صديقتي))

أكّد عليها مُعاذ بلهجة لها وقع الهيبة

((أُقدر وضعك وبأنه لن يكون لطيفا لو رآك أحد تجلسين مع رجل غريب عنك حتى لو كان في مكان عام.. لكن أنا فعلا بحاجة للتحدث معك وسيكون كلامي مختصرا.. استقلي سيارتك وأنا سألحقك بسيارتي))

بمجرد أن وصلا لإحدى المطاعم المفتوحة المليئة بالزبائن حتى جلسا حول الطاولة.. طلب مُعاذ لكلاهما مشروبا باردا منعشا ثم شبك أصابعه فوق الطاولة وتحدث بهدوء

((أباك كان يتحدث عنك كثيرًا في أيامه الأخيرة، كان يخبرني بأنك امرأة قوية ومستقلة وتعرفين كيف تحافظين على الحدود وتحمين نفسك، وأنا متأكد بأنك لا زلت كذلك رغم عيشك في المدينة وحيدة بعد وفاته، كان لوالدك نظرة محقة بك))

أرخت شيرين أجفانها وتحركت شفتاها في شبه ابتسامة

((فعليًا لا أعتبر نفسي وحيدة، فصديقتي ألحت عليّ أن أترك منزلي المستأجر وأعيش عندها، كانت نعم الصديقة معي ولولاها لا أعرف كيف كنت سأتجاوز كل الصعاب التي مررت بها، وأنت أيضًا مشكور ساعدتنا كثيرا أيام والدي الأخيرة، رغم أنك لم تكن تعرفه))

للحظات ظلّ مُعاذ يصغي لها بتدقيق كأنه يدرس ما وراء كلماتها قبل أن يومئ برأسه ثم يقول بنبرته الرخيمة

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن