الفصل الثاني عشر ج1

16.3K 575 139
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

الفصل الثاني عشر

في ساعات الليل الأولى..

كان وليد لا زال في مكتب عمله برفقة زميله في العمل ينهيان بعض قضاياهم المتراكمة والمتكدسة عليهما..

أخذ وليد استراحة من عمله ووقف أمام نافذة المكتب الواسعة ينفث دخان سيجارته محاولًا بها التخلص من المشاعر السوداء المشحونة في داخله..

عادة التدخين التي بدأها بعد انفصاله أول مرة عن شيرين ثم أقلع عنها بشق الأنفس ها قد عاد لها..

ورغم اعتقاده التام بأن شيرين ستوافق على طلب زواجه من أجل والد صديقتها إلا أن أيامه التي يقضيها من فرط الترقب في انتظار ردها ثقيلة.. مرهقة.. موجعة..

كم هو مثير للتهكم أنها ترفض الآن وبكل بجاحه العودة له! ألا يكفي بأنه لا زال يريدها بعد أن خانته للمرة الثانية.. حتى لو كانت تلك الخيانتين مشروعتين لأنها لم تكن مرتبطة به! تبا لقلبه الأحمق الذي جعله يلاحقها طوال الفترة الماضية..

لكن على كل حال عليه أن يتحلى بالهدوء وبعد الزواج منها سيكون له كلام آخر معها.. سيجعلها تدفع الثمن غاليا وسينتقم منها على كل لحظة شوق حارق وعذاب عاشها بسببها.. هذه هي الطريقة الوحيدة لإخماد الحرائق المضرمة في داخله..

لصالح شيرين أن توافق بالحسنى لأنها لو لم تفعل فهو لن يتوانَ عن اتباع أخس الطرق وأكثرها نذالة لتعود تحت جناحه! لون ينفعها وقتها معاذ أو غيره..

بدأ كل ما في وليد يغلي بالغضب عند اجتياح معاذ دوامة تفكيره.. معاذ ابن عمه علّم عليه.. المنحط لم يجد غير شيرين ليتزوج منها هي دونا عن باقي النساء؟

بعد أن قاربت سيجارة وليد التي لا يعرف رقمها على الانتهاء عاد يمج منها لمرة أخيرة يملأ صدره بدخانها الرمادي الكريه قبل أن يتيقظ من زحامه على سؤال زميله الفضولي

((متى ستتزوج يا وليد؟))

ألقى وليد سيجارته على بلاط ارض المكتب الفاره بعنفٍ ثم سحقها بقدمه بقوة وهو يجيب ((قريبا..))

غمغم زميله بتساؤل

((لكنك لا تبدو سعيدا))

عاد وليد ينظر أمامه للخارج عبر الزجاج بعينين غائرتين محدقًا في الليل القاتم الممتد أمامه

((أنا أكره فكرة أني لا زلت أريدها.. أكره فكرة أني أحبها.. أكرهها جدًّا..))

قال زميله الممعن في النظر له بصوتٍ رخيم

((إذن لا تتزوجها..))

عم صمت قاتم في المكتب حتى ظن زميله بأنه لن يجيبه.. ثم جاء صوته وكأنه شارد التفكير

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن