الفصل الخامس والثلاثون ج2

14.7K 652 194
                                    

لا تنسو التصويت ❤️❤️

سجن النساء.. مكتب مُعاذ..

دخلت شيرين مقيدة اليدين مكتب مُعاذ بعد أن طلبها برفقة الضابطة التي ألقت عليه التحية العسكرية..

حانت نظرة من شيرين نحوه لتراه يجلس خلف مكتبه بكامل هيئته العسكرية.. والنجوم تلمع على صدر وكتفي بدلته..

لم يمضِ الكثير والضابطة الواقفة لا يبدو أنها ستبارح المكان فصدح صوت مُعاذ بصوتٍ شق المكان سلطة وهيمنة

((غادري من هنا..))

هديره أربك الضابطة التي فقدت قناع هدوئها وانكشف عن رعب عميق طفا فوق ملامحها المضطربة.. ارتجفت أمام سطوة عينيه القاسيتين بنظرة ذات المغزى خطير أطاعته وغادرت الغرفة مسرعة..

أمسكت شيرين بيدها مرفق يدها الأخرى مغمغمه بخفوت

((أنتَ تخفيني وتجمد الدم في عروقي عندما أراك تتحدث مع أحد غيري وغير أم محمود))

مالت زاوية ثغره عن ابتسامة جانبية ثم قال

((ربما بعد سنوات طويلة بين المجرمين أصبحت فظا أي كلمة أقولها تخرج بحدة وبصوت مرتفع، لكن أنا أحاول قدر الإمكان خارج مكان العمل أن تكون نبرتي عادية))

ازدردت شيرين ريقها ثم صارحته

((لم يخطر على بالي يوما أنك داخل هذه الأسوار تكون شخصا مختلفا عن خارجها..))

نكست رأسها ولم تسمعه يرد بشيء وقبل أن يتصاعد توترها قالت

((قالت الضابطة أنك طلبتني، كانت تشعر بالرَّيبة عن سبب طلبك لي، أرجوك يا مُعاذ لا تكررها، من أجلك أنتَ، لأني اشعر أنك تلفت الأنظار لنفسك))

أومأ لها مُعاذ بشرود، كان حذرا للغابة ألا يلفت الأنظار لعلاقته بشيرين ولا يترك دليلا ضده فلا يتواجد معها بأماكن تحتوي كاميرات أو عند وجود أحد من الحراس وموظفي الأمن غير أم محمود.. لكنه لم ينذهل عندما أخبره رئيسه في عمله السابق أن شائعات وصلته عن اهتمامه بنزيله عنده وطلب منه توخي الحذر.. فهو يدرك وجود بعض المخبرين والجواسيس في السجن لصالح أخرين كمثال الضابطة التي جلبت شيرين إلى هنا..

لكن إذا كانت أخبار اهتمامه بنزيلة عنده تصل للكثير ممن يعملون خارج السجن فلماذا لا يصلهم تسيب العاملين هنا سواء في مناصب دنيوية أو كبيرة، وسوء استخدامهم للوظيفة وإهمالهم وتلقيهم الرشاوي!

تنهد مُعاذ مطمئنا نفسه بأنه حتى لو وجودوا أدلة ضده ملموسة فهو سيخرج من المأزق دون ضرر فهو الأخر ليس هينا وإلا لما نجحت صلاته ومحادثاته مع قاداته السابقين في بدء إجراءات إعادته للسجن الأول الذي كان يعمل به.. لكن مع ذلك سيكون هذا هو لقاؤه الأخير بشيرين هنا بالسجن، فما هي إلا أيام معدودة قبل نيلها الحرية، وقبل انتهاء إجراءات عودته لمكان عمله السابق.. وبعدها لكل حادث حديث..

قَلْبُكَ مَنـْـفَايَ "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن